تركيا..الناخبون الأتراك يتوجهون لإختيار الإستمرارية مع أردوغان أو التجديد مع أوغلو
يستعد الناخبون الأتراك، غدا الأحد، للمشاركة في جولة ثانية غير مسبوقة من انتخابات رئاسية هامة لمستقبل البلاد.
وسيكون أمام الأتراك خيار الحسم بين رئيسهم رجب طيب أردوغان، أو منافسه الرئيسي كمال كلتيشدار أوغلو.
وبين أردوغان وكلتيشدار أوغلو، يجد الناخب التركي أمامه رؤيتان ومشروعان مختلفان لمستقبل بلاده، والخيار بين الاستمرارية مع أردوغان الذي يترشح لولاية رئاسية ثالثة، أو التجديد مع كلتيشدار أوغلو الذي يعد بتغيير مسار تركيا.
وتأتي هذه الانتخابات، التي تحظى باهتمام دولي واسع، نظرا للدور التي تلعبه تركيا على الصعيد الإقليمي، في ظل تداعيات زلزال السادس من فبراير الماضي، وأزمة اقتصادية تتميز بمعدل تضخم مرتفع وانهيار العملة الوطنية أمام الدولار الأمريكي، والانقسامات حول قضية اللاجئين السوريين.
وتميزت الحملة الانتخابية للجولة الثانية بتشديد اللهجة تجاه هؤلاء اللاجئين، الذين عاشوا أسبوعين من الترهيب على وقع وعود المعارضة بـ “طردهم وترحيلهم في أقرب الأوقات”، وكذا بـ “إنقاذ تركيا منهم”.
واختارت المعارضة التركية التركيز على هذا الملف في محاولة لاستقطاب جزء من أصوات اليمين المتطرف إلى كلتيشدار أوغلو، لاسيما وأن الائتلاف القومي (أتا) حصل على قرابة ثلاثة ملايين صوت خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وبالنسبة لبرنامج المرشحين، يركز أردوغان على سياسة المشاريع الكبرى والبنى التحتية، وصناعة الدفاع، والوعود الاقتصادية. ويتعهد المرشح بجعل بلاده من بين أقوى عشر اقتصادات في العالم خلال السنوات الخمس المقبلة.
كما يتعهد أردوغان بمواصلة السياسة الخارجية لتركيا التي تعطي الأولية للتوازن بين القوى العظمى، لاسيما الولايات المتحدة وروسيا، وسياسة “صفر مشاكل” مع المحيط الإقليمي لتركيا ودول الجوار.
من جانبه، يعطي كلتيشدار أوغلو الأولوية إلى العودة إلى النظام البرلماني وتعزيزه، وإنهاء النظام الرئاسي، وتقليص صلاحيات الرئيس، واختيار رئيس وزراء ينتخبه البرلمان.
كما يتعهد بضمان استقلالية المؤسسات، ولاسيما البنك المركزي وتحصينه من تدخلات السلطة التنفيذية، وكذا العودة إلى “اتفاقية إسطنبول” لمنع العنف ضد النساء والعنف الأسري ومكافحتهما، والتي انسحبت منها تركيا، علاوة على عودة اللاجئين السوريين.
وبالنسبة للسياسة الخارجية، يتعهد كلتيشدار أوغلو بإعادة النظر في علاقات تركيا مع العالم، حيث كشف عن نيته بالتقرب أكثر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على حساب روسيا، وعدم التركيز كثيرا على الشرق الأوسط.
ويخوض أردوغان الجولة الثانية بأريحية أكبر مقارنة بغريمه، حيث حصل الرئيس التركي على 49,50 في المائة من الأصوات خلال الجولة الأولى، واستطاع كسب دعم سنان أوغان، مرشح اليمين المتطرف الذي حصل على 5,17 في المائة من الأصوات.
بدوره، حصل كلتيشدار أوغلو على 44,89 في المائة من الأصوات، وجلب دعم حزب اليمين المتطرف (الظفر) وزعيمه المثير للجدل، أوميت أوزداغ. كما استطاع ضمان دعم الحزب الذي يمثل الأقلية الكردية في البلاد “حزب الشعوب الديموقراطي” خلال الجولة الثانية.
هكذا، ينتظر أن تكون نسبة المشاركة عالية خلال هذه الجولة الثانية، كما كان الحال في الجولة الأولى التي عرفت مشاركة قرابة 89 في المائة من الـ 64 مليون ناخب تركي. وخلال الأيام الماضية، أدلى نحو 1,9 مليون من أفراد الجالية التركية في الخارج بأصواتهم خلال هذه الانتخابات الحاسمة.