في تحول دراماتيكي وصفته صحيفة إلموندو الإسبانية اليوم بأنه “آخر مسمار في نعش استقلالية الصحراء المغربية”، أعلنت المملكة المتحدة، رسميا، دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية، معتبرة إياها الحل الأكثر واقعية وديمومة لإنهاء النزاع الصحراوي. خطوة اعتبرتها الصحيفة الإسبانية ضربة جديدة ـ وقاضيةـ لطموحات جبهة البوليساريو في الاستقلال، واعترافا ضمنيا بأن مشروع “تقرير المصير” فقد جدواه أمام الحلول السياسية الواقعية.
ما يلفت الانتباه في مقال إلموندو ليس فقط نقلها للحدث، بل طريقة تأطيره: الصحيفة ترى أن موقف بريطانيا ينقل ملف الصحراء إلى مرحلة ما بعد الاستقلال كخيار مطروح. بل وتربط هذا التطور بمجمل التحولات الجيوسياسية في المنطقة، حيث أصبح الموقف المغربي يحظى بدعم متنام من عواصم القرار الدولي: واشنطن، باريس، مدريد، وأخيرا لندن.
ووفق إلموندو، فإن هذا الاعتراف البريطاني لا يمكن فصله عن مسار التراجع الذي تعيشه أطروحة البوليساريو، خصوصا في ظل التماهي الحاصل بين القوى الغربية الثلاث في مجلس الأمن، وتآكل الدعم الشعبي والسياسي للجبهة في أوروبا، وحتى داخل إسبانيا نفسها
تشير الصحيفة إلى أن النزاع، الذي دخل عقده الخامس، لم يعد يحتمل الحلول “الرومانسية” القديمة، بل أصبح جزءًا من منظور استراتيجي أوسع للأمن والاستقرار في شمال إفريقيا. والمفارقة أن هذا التحول البريطاني يأتي في وقت تشهد فيه الجزائر، الحاضن التاريخي للجبهة، ضغوطًا داخلية وخارجية قد تحد من قدرتها على المضي في دعم المشروع الانفصالي كما في السابق.
