أراء

الريف بحضن وطنه الموحد والجحيم للمرتزقة الخونة بحضن جار السوء

الناظور.. عبد الإله سعيد/التحدي الإفريقي

– يوبا الغديوي ،المعروف اعلاميا ب” جابر الغديوي” ،اثار جدلا واسعا بعد تحول مفاجئ في مواقفه السياسية، فبعد أن كان من ابرز المنتقدين للنظام الجزائري, واصفا إياه ب” الإستعمار العروبي” و” العدو التاريخ ي للامازيغ”.

وظهر مؤخرا في مواقف مؤيدة للنظام نفسه، بل وشارك في ندوة صحفية بوهران هاجم فيها المغرب وروج لأطروحة انفصالية.

هذا التحول لم يمر مرور الكرام، إذ، عبر العديد من أبناء الريف عن غضبهم واستياءهم، واعتبروا أن الغديوي ” باع شرفه ووطنه مقابل امتيازات مالية يقال إنها تصل إلى 3000 يورو شهريا.

كما وصفه البعض بأنه أصبح أداة في يد النظام الجزائري لتشويه صورة المغرب واستغلال قضية الريف لأغراض سياسية  أما “الآخرون” الذين ظهروا معه أو دعموا نفس الخطاب، فهم في الغالب شخصيات غير معروفة، وادعوا تمثيل “جمهورية الريف” في الجزائر، وهي فكرة وصفت بأنها”وهمية” ولا تمثل إلا خيال اصحابها ومن يدعمهم.

إن الريف لم يكن يوما كيانا مستقلا عن المغرب، بل كان دائما جزءاً أصيلا من نسيج هذا الوطن منذ قدم التاريخ المتجدر لمدة اثنتى عشر قرنا من الوجود إلى يومنا هذا .

كانت قبائل الريف تبايع السلطان وتشارك في بناء الدولة وتقرير مصيرها، وجود القياد والقضاة وعمال المخزن في الحسيمة والناظور وتطوان ليس تفصيلا اداريا، بل دليل حي على عمق الاندماج بين المركز والجهات.

أما عن نضال محمد عبد الكريم الخطابي، كان مقاومة للاستعمار لا تمهيدا للانفصال.

الخطابي نفسه دعا إلى “وحدة المغاربة ضد المحتل”، ورفض تقسيم البلاد بين نفود فرنسي واسباني.

فمن العيب أن يستخدم إسم هذا القائد العظيم من طرف من خانوا مبادءه وخدموا اجندات خارجية مقابل أموال بخسة.

ثم بأي منطق يطالب أشخاص بالاستقلال من ارضهم عبر اللجوء إلى دولة تستثمر في التفرقة وتحتضن كل من يحمل ضغينة ضد المغرب؟

كيف نقبل أن تتحول قضية تنموية واجتماعية إلى لعبة سياسية في يد نظام يفتقد للشرعية داخليا، ويبحث عن شرعنة وجوده خارجيا بتاجيج الانقسام؟

الريف ليس في حاجة إلى من “يمثله” من الفنادق وندوات الخارج، بل إلى من يدافع عنه داخل الوطن، بمنطق الاصلاح  الوحدة و لا الانفصال، وبصوت الحوار ولا بالبهرجة بالوكالة.

تظهر بين الفينة و الأخرى أصوات غريبة تدعي تمثيل الريف وتطالب ب ” الاستقلال ” اخرها ما حدث في الجزائر مع يوبا الغديوي ومجموعة لا يعرفها أحد . هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم ، ولا يتحدثون باسم الريف ولا اهله

الريف جزء من المغرب منذ قرون، تاريخه تاريخ مغربي عميق، ومعاركه كانت دائما دفاعا عن الوطن وحوزته ولا ضده أو لانقسامه.

محمد عبد الكريم الخطابي حارب الاستعمار الاسباني دفاعا عن كرامة المغاربة، لا من أجل الانفصال عن وطنه الأم ليؤسس دولة وهمية خارج الوطن.

الريف يحتاج إلى التنمية، إلى العدل، إلى الانصات، كباقي جهات المملكة،  لكنه لا يحتاج إلى مرتزقة بئيسة يتاجرون بوطنهم مقابل يوروهات زهيدة.

نعم،  الأمازيغية هويتنا وفخر لكل المغاربة، ومغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس،  يكرس مكانته  بالدستور والمؤسسات والقوانين، ولا أحد فوق الوطن، ولا عزاء للحاقدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى