صحافة واعلام

حوار مع المناضل الحقوقي م.المصطفى لحضى من الرشيدية: خضنا معارك حقوقية بمختلف الميادين

 ذ. ليهي عدي/جريدة التحدي الأفريقي.

أجرى طاقم جريدة “التحدي الإفريقي”، حوارا حصريا مع أحد أعمدة العمل الحقوقي بجهة أسامر ” درعا تافيلالت ” و أحد مؤسسي جمعية افريكا لحقوق الإنسان، و عضو مجلسها الوطني ورئيس فرعها بمدينة كلميمة، و مراسل لعدة منابر إعلامية وطنية، مولاي المصطفى لحضى، أب متزوج لأربعة أبناء، شارك في عدة لقاءات فكرية وحقوقية وسياسية، وساهم في دورات تكوينية في كل من الدار البيضاء ومراكش وأكادير … له كتابات كثيرة في مجالات الفكر والأدب وحقوق الإنسان، تعرض لعدة مضايقات من طرف لوبي الفساد  بالرشيدية. كان لعزيمته القوية وإرادته الصلبة دور كبير في تجاوز كل ما حيك ضده من مناورات ومؤامرات للإيقاع به.

وبمناسبة زيارتنا الخاطفة إلى مدينة مكناس، استغلنا فرص  اللقاء به، و إجراء حوار صحفي معه، فهو شرف لنا للتداول معه حول تجربته الميدانية في ميدان الدفاع عن حقوق الإنسان كأحد مؤسسي جمعية افريكا و كأحد أهم كوادر هذا الإطار العتيد.

 

التحدي الأفريقي: أولا/ مرحبا بكم معنا مولاي المصطفى في مكناس لإجراء هذا الحوار مع منبرنا الاعلامي، وفي البداية نود معرفة نبدة عن نشأتكم وهويتكم ومساركم المهني والنضالي؟

 

** م مصطفى لحضى: مرحبا بكم، وبجريدتكم الغراء التحدي الافريقي، ونرجو ان تكون صرحا إعلاميا وطنيا يثبت ويزكي الانتماء والبعد الهوياتي الأصيل لهذه القارة المعطاء، التي آن الأوان ان تنهض بكل مكوناتها وحركاتها التحررية من أجل محاربة الفساد و الميز العنصري.
أما فيما يخص شخصي المتواضع فأنا أصلا من مدينة تنجداد رغم ازديادي و ترعرعي في مديتة كلميمة، و اعتز بانتمائي لهما، كما أعتز بأصول والدي من قرية “تايرزة” ذات التاريخ الحافل بمقاومة الاستعمار الفرنسي، وفصول من المواقف الوطنية الراسخة، التي اعتز بها، كوني أجسد فيها امتدادا لوالدي المرحوم مولاي عبد القادر، كما اعتز بانتمائي الى كلميمة حيث أصول والدتي رحمها الله، التي نهلت منها كل القيم الامازيغية النبيلة، ويرجع لها كل الفضل في تشبعي ونهلي من اللغة والثقافة الامازيغيتين، وقلما يتوفر في حقوقي الجمع بين مكونات قد تبدو متناقضة لكنها في الجوهر تتكامل بحكم تكويني الجامعي الأدبي الذي استطاع النهل من الادب العربي و الامازيغي والفرنسي.

 

التحدي الإفريقي: طيب، بصفتكم أحد مؤسسي جمعية افريكا لحقوق، ورئيس فرعها المحلي، كيف تقيمون تجربة العمل الحقوقي مقارنة مع العمل الجمعوي في مجالات اخرى كالبيئة والرياضة مثلا ؟

 

** م المصطفى لحضى: شكرا على سؤالكم أستاذي المحترم، اعتقد ان العمل الحقوقي عمل بنيوي قد يشمل الرياضة والثقافة والبيئة و غيرها من المجالات، و اؤكد اننا في جمعية افريكا ولأزيد من عقدين من العمل المتواصل دون انقطاع، قد راكمنا مجموعة من التراكمات عبر عدة أنشطة في المجالات الادبية من خلال تنظيم ملتقيات ادبية شعرية ومسابقات في الإلقاء والنظم، و حفلات فنية بكل اللغات: الامازيغية والعربية و الانجليزية بحكم انتماء صفوة من الشباب الحاصلين على شواهد جامعية في مختلف التخصصات الأدبية وضبطهم للغات، وتكريم شخصيات اسدت خدمات جليلة للوطن و نذكر على سبيل المثال لا الحصر، تكريم الاستاذ المتقاعد “مولود اياشي” و الكاتب “مبارك شبارو” و الاستاذة “كنزة بونوار” … واعتذر عن عدم ذكر الجميع.
فمثلا في جمعية افريكا بكلميمة لم نترك مجالا الا وخضنا فيه، حيث سبق لنا كذلك ان نظمنا دوري افريكا الرمضاني في كرة القدم المصغرة داخل قاعة الرياضات، وكانت تجربة رائدة والحمد لله.
أما في مجال حقوق الانسان -ولا فخر- فنحن الوحيدون حاليا في صدارة المشهد نضاليا على جميع المستويات من حيث عدد الشكايات وطلبات فتح تحقيق، والمحطات النضالية تشهد لنا بذلك من خلال استحضار “وقفة بيبيو BIBIW ” بتاريخ 2000.

 

التحدي الإفريقي: ما هي وضعية الوضع الحقوقي حاليا في المغرب مولاي المصطفى، و كيف تنظرون الى مستقبل حقوق الانسان ؟

 

** م المصطفى لحضى: -هذا سؤال مركب ويحتاج الى وقت طويل، و سأحاول ان اوجز قدر المستطاع، فكلنا يعلم ما مر به المغرب في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي مما كان يُنعت بسنوات الجمر والرصاص، او العهد البائد، لكن في نهاية التسعينات ومطلع الالفية الثالثة ظهرت بوادر تحولات عالمية ارخت بظلالها على المغرب الذي بدوره كانت له الرغبة في طي صفحة الماضي بفضل الإرادة الملكية ورؤيته المتبصرة في القطع مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، وهو ما تأتى بفضل مجهودات هيئة الانصاف والمصالحة وجلسات الاستماع ورد الاعتبار لضحايا العهد البائد… حاليا، لايمكن إنكار المجهودات الجبارة على مستوى طي صفحة الماضي الاليم، لكن تبقى بعض الممارسات الشادة والمُنفلتة لبعض رجال السلطة هنا او هناك مُسيئة للتوجه الرسمي للدولة، الذي ابان عن نية صادقة لتجاوز ذلك الماضي.
وهو ما اتضح في صرف الملايير من السنتيمات لغلق ملف تلك الانتهاكات عبر تعويض الضحايا، و نرجو اخي تجاوز حتى بعض هذه المسلكيات الشاذة من طرف بعض السلطات على قلتها في وزارة الداخلية او الأمن او في اي مؤسسة وتجاوز الاستبداد والتسلط والشطط واستغلال النفوذ، وهذا لن يتأتى الا بتقوية منظومة التعليم والصحة والسكن و الرفع من قيمة الانسان باعتباره موردا بشريا مهما قادرا على العطاء والعمل، و قادرا على إحكام العقل واستفزاز التفكير للرقي بالمجتمع والنهوض به الى مصاف الامم المتقدمة.

 

 التحدي الإفريقي: -كلمة أخيرة مولاي المصطفى لقراء جريدة التحدي الأفريقي؟

 

** م. المصطفى لحضى: هذا المولود الاعلامي الجديد أثلج صدري كثيرا كونه انتصر لهويتنا الافريقية بعيد عن الاستيلاب، وكوني مواطن حقوقي ابن بيئته لا يمكنني ان أُلصق نفسي بالشرق او الغرب، فنحن قبل كل شيء افارقة، و يستوجب البعد البراغماتي التحرر من العنصرية المقيتة والايمان بالجذور التاريخية ومحاربة الاستغلال البشع لثروات افريقيا وجعلها بقرة حلوب للامبريالية الجشعة، فنحن اهل الارض ولن ننسلخ ابدا عن انتمائنا.

 

التحدي الإفريقي: كلمة أخيرة في حق منبرنا الإعلامي

 

** م. المصطفى لحضى: جريدة التحدي الإفريقي، منبر أسعدني حضوره في المشهد الوطني الاعلامي، على اعتبار انتمائنا الجغرافي الى هذه القارة المعطاء اولا، وثانيا : بحكم البعد الاستراتيجي والبراغماتي لنا في هذا الوطن الذي نعتز بهويته التي قال عنها الحسن الثاني ذات لقاء صحفي “المغرب جذوره في افريقيا وغصونه في اروبا” ، وكم هو جميل ان نتشبت بهويتنا وننفتح على العالم الحر المتقدم ليكون لنا نصيب بين القوى العالمية الكبرى من خلال المثاقفة والانفتاح على العوالم الاخرى.

 

أجرى الحوار : ذ. عدي ليهي عن الجريدة. مكناس في 2025/3/17

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى