المكتبة الجماعية العمومية بأجلموس تحتضن النسخة الثالثة من “اللقاء المفتوح لأصدقاء الكتاب”

أكلموس.. جمال بوتحازم مراسل / التحدي الإفريقي

أجلموس، 5 دجنبر 2025 — في خطوة تؤكد على الدور المحوري للمكتبات العمومية كقاطرة للتنمية الثقافية المحلية، احتضنت الخزانة الجماعاتية العمومية بأجلموس مساء الجمعة 5 دجنبر 2025، النسخة الثالثة من “اللقاء المفتوح لأصدقاء الكتاب”. وقد جاء هذا النشاط الثقافي البارز بتنظيم من جمعية أغورا للإبداع بخنيفرة ، بشراكة وثيقة وتنسيق فعال مع جماعة أجلموس والخزانة الجماعاتية العمومية.

تفاعل أجيال حول الكتاب والإبداع

جمع اللقاء بين مختلف الفئات العمرية، من صغار وكبار، في فضاء ثقافي حيوي، حيث شكلت القراءة والكتاب والإبداع محورًا رئيسيًا لمداولات غنية وحوارات تفاعلية مثمرة. وقد تميز الحدث بـغنى المشاركات وتنوع الفقرات، حيث قدم الحضور قراءاتهم وتفاعلاتهم النقدية مع مختارات أدبية وفكرية، ما بث روح التحفيز على القراءة كفعل جماعي يرتقي بالوعي الفكري والثقافي للمجتمع.

كما تخللت الأمسية فقرات فنية موازية، أبرزت الأهمية القصوى للمكتبات العمومية كفضاءات حيوية لتعزيز الثقافة والمعرفة وتأصيل العلاقة بين الكتاب والمجتمع المحلي.

حضور رسمي وفعاليات ثقافية نوعية

شهد اللقاء حضورًا وتفاعلًا لافتًا من رئيس جماعة أجلموس، الدكتور امحمد أقبلي، الذي أثرى الأمسية بـقصيدة عميقة المعنى، احتفت بالارتباط الوثيق بالمكان والوفاء للذاكرة، مؤكدة على الدور البنّاء للثقافة في تشكيل الإنسان وإحياء الروح المجتمعية.

كما تميزت المداخلات بـقيمة معرفية وتربوية عالية، حيث ساهم الأستاذ مصطفى هشات بحضوره المستمر ومشاركاته الغنية التي أضفت روحًا تربوية أصيلة على اللقاءات. وقدم الأستاذ أمريزيق محمد مداخلة بعنوان “قصة الأصل” بأسلوب سردي بيداغوجي مبتكر، جعله قريبًا من جميع الأعمار، عبر الحكي وبناء المعنى بثقافة عميقة دون تبسيط مخل.

ولم يغب التراث المحلي عن المشهد، حيث قدم الأستاذ كريم أكوجيل عرضًا لقصة أمازيغية تراثية بعنوان “ثاجضيط أوغانيم” (عصفورة القصب). وقد نجح الأستاذ أكوجيل في إعادة إحياء فن الحكي الشفهي الأمازيغي، وبذلك ربط الأجيال الحاضرة بالذاكرة المحلية ولغتها الثقافية الأصيلة، في تأكيد على أهمية صون الموروث الثقافي.

تضافر الجهود من أجل التنمية الثقافية

أشاد منظمو اللقاء بـالدور الحيوي للمبادرات الثقافية المحلية التي تنشط الفضاء العمومي، معتبرين أن الثقافة تبنى بالتراكم، وبالإرادة ودعم المكان والإنسان. وفي هذا السياق، عبر القيمون على الخزانة الجماعاتية العمومية عن حرصهم الكبير على نجاح هذا الحدث الثقافي في فضاء يليق بالكتاب ورواده، مما يعكس تضافر جهود المؤسسات المحلية في دعم المشهد الثقافي بالمنطقة.

وأكد رئيس جمعية أغورا للإبداع أن هذا اللقاء يمثل محطة متقدمة ضمن سلسلة مبادرات الجمعية الهادفة إلى ترسيخ عادة القراءة وتقريب الكتاب من مختلف الشرائح الاجتماعية، وتوفير فضاءات مفتوحة للتعبير والإبداع.

في ختام هذه الأمسية الثقافية الناجحة، لقي النشاط استحسانًا وتقديرًا واسعًا من رواد المكتبة والحضور، الذين عبروا عن أملهم في استمرار وتعزيز مثل هذه المبادرات النوعية التي تؤسس لبناء مجتمع مثقف ومتنور، يشكل عماد التنمية المحلية المستدامة في أجلموس.