حققت التلميذة المغربية حورية باشيخ، البالغة من العمر 15 سنة والمنحدرة من مدينة السمارة، إنجازا علميا لافتا بعد تتويجها ضمن العشرة الأوائل في المسابقة العالمية “الفضاء مداك”، التي نظمتها وكالة الفضاء السعودية بدعم من وكالة ناسا.
وبرزت حورية، وهي تتابع دراستها في السنة الأولى من سلك البكالوريا شعبة العلوم التجريبية، من خلال مشروع بحثي مبتكر يقترح استخدام النيازك كسماد طبيعي للزراعة في الفضاء، بهدف تطوير أساليب الزراعة المستدامة خارج كوكب الأرض.
وأوضح والدها مولود باشيخ، رئيس جمعية هدايا السماء للشهب والنيازك، في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن ابنته شاركت في التجربة العلمية بعد انتقائها سنة 2024 ضمن نخبة من التلاميذ من مختلف أنحاء العالم، وتمكنت من تحقيق نتائج “فاقت التوقعات”، بعدما ركزت تجربتها على اختبار قدرة النباتات على التعايش في بيئة الفضاء قليلة الأوكسجين.
وأشار إلى أن البرنامج الذي تشرف عليه وكالة الفضاء الدولية يهدف إلى محاكاة الزراعة في ظروف الجاذبية الصغرى داخل محطة الفضاء الدولية، في خطوة تمهيدية لتطبيق التجربة مستقبلاً على سطح القمر.
وبمناسبة هذا التتويج، نظمت الجمعية المغربية لعلوم الفضاء حفلا تكريميا للتلميذة يوم الأربعاء، بحضور رائدة فضاء أمريكية، احتفاءً بهذا الإنجاز الذي انطلق من الأقاليم الجنوبية للمملكة ورفع راية المغرب في سماء البحث العلمي الدولي.
وتحدث والدها عن شغفها المبكر بعلم الفلك والنيازك، وهو شغف نشأ داخل أسرة تهتم بجمع النيازك ودراستها، خاصة وأن مدينة السمارة تُعد من أبرز الوجهات لعشاق هذا المجال.
من جهته، أبرز إسماعيل العمري، رائد فضاء تناظري ومؤسس الجمعية المغربية لعلوم الفضاء، أن مشاركة حورية باشيخ تندرج ضمن رؤية الجمعية لتشجيع التعليم العلمي والتكنولوجي عبر الفلك والاستكشاف الفضائي، وتحفيز الجيل الجديد، خصوصاً الفتيات، على خوض غمار البحث العلمي في مجالات الفضاء والابتكار.
وأضاف العمري أن برنامج “مداك” يسعى إلى إعداد قاعدة دائمة على سطح القمر من خلال اختبار حلول الزراعة المائية في بيئة فضائية، مبرزاً أن مثل هذه المشاركات المغربية تسهم في ترسيخ حضور الشباب العربي والإفريقي في سباق الفضاء العالمي.
وكانت الهيئة السعودية للفضاء قد أعلنت، يوم الثلاثاء، عن اختتام المسابقة التي شهدت مشاركة 80 ألف متنافس من 7 دول عربية، وتأهل 50 مشروعاً مبتكراً إلى المرحلة النهائية، تقاسمت جوائز بلغت قيمتها 500 ألف ريال سعودي.
وسيتم، وفق المنظمين، إرسال المشاريع الفائزة إلى محطة الفضاء الدولية، في تجربة علمية غير مسبوقة تتيح للشباب العربي المساهمة في البحث والتطوير والابتكار ضمن أحد أكثر المجالات تقدماً في العالم.
أما حورية باشيخ، فتطمح إلى مواصلة مسارها العلمي لتحقيق حلمها الكبير: إنشاء “حدائق الفضاء” على سطح القمر، كمبادرة نحو زراعة مستدامة تفتح آفاقاً جديدة أمام الإنسان خارج كوكب الأرض.
