إعداد: المهندس عبد الله أيت شعيب
ورزازات، في 01 أكتوبر 2025
إنّ جيل Z، ومعه مختلف مكونات المجتمع داخل الوطن وخارجه، بما يحمله من وعي متجدد، وأسئلة جريئة، وتطلعات مشروعة، يفرض اليوم على جميع الفاعلين السياسيين والمجتمعيين – من أحزاب ونقابات وجمعيات وهيئات منتخبة – مسؤولية مضاعفة في الاحتضان والتأطير والإشراك الفعلي لهذا الجيل في صياغة الحاضر والمستقبل.
ولتحقيق ذلك، فإن الأولويات العاجلة تتمثل في:
* النزول الفوري إلى الشارع، والإنصات المباشر للشباب في أماكن تجمعاتهم، بدل الاكتفاء بالخطابات الرسمية أو اللقاءات المغلقة او نشر البيانات.
* تحريك المنظمات الشبابية، والجمعيات والهيئات الموازية للأحزاب، للمساهمة العاجلة في الإصغاء للشباب وتأطيرهم، ومد جسور الثقة معهم.
* فتح فضاءات للنقاش العمومي الحر والمسؤول، حيث يُسمع صوت الشباب وتُناقش تطلعاتهم دون وصاية أو تهميش.
* تعزيز قنوات الوساطة والحوار، وإيجاد آليات عملية تمكن الشباب من المساهمة المباشرة في السياسات العمومية والبرامج التنموية.
* الإنصات الجاد لهمومهم وأسئلتهم، وترجمتها إلى مبادرات ملموسة تعيد الثقة بينهم وبين المؤسسات.
* إشراك الكفاءات الشابة في مواقع القرار، ومنحهم فرصة الممارسة السياسية داخل الفضاءات الحزبية والمؤسساتية.
غير أن كل هذه الجهود ستظل ناقصة ما لم تُقدم الأحزاب على إصلاح نفسها من الداخل، وذلك عبر:
* تجديد نخبها وهياكلها بدماء جديدة وكفاءات مؤهلة.
* تفعيل الديمقراطية الداخلية الحقيقية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
* القطع مع الممارسات التي نفّرت الشباب من السياسة، من زبونية وريع وصراعات عقيمة.
إنّ مصالحة الشباب مع الفضاء السياسي لن تتم إلا بمصالحة الأحزاب مع ذاتها أولًا. وإذا لم تبادر الأحزاب بجرأة إلى إصلاح بيتها الداخلي، فإنها لن تكون مؤهلة لقيادة الوطن في زمن التحولات، ولن تستعيد ثقة الجيل الجديد الذي لا يقبل بالشعارات وإنما يطالب بالفعل والجدية.
فلنجعل من هذه اللحظة التاريخية فرصةً حقيقية لإعادة بناء الثقة، عبر مشروع وطني جامع ينطلق من تجديد الوسائط السياسية، ويمر عبر احتضان وتأطير الشباب ميدانيًا ومؤسساتيًا، ليستقر في مغرب أكثر ديمقراطية وعدلًا وكرامة.
فلنكن جميعًا، شباب، سلطات عمومية، حكومة وبرلمان، احزاب ونقابات وجمعيات، اسرة ومدرسة…، على قدر المسؤولية، نذود عن وطننا ونحميه من كل انزلاق، ونعالج الوضع الراهن بعقول متبصرة وقلوب مخلصة، وبروح وطنية عالية تجمع بين الحكمة والذكاء، حتى يظل المغرب حصنًا للأمن والاستقرار، وفضاءً رحبًا للأمل والكرامة.