أعلن المغرب عن مشروع جديد لتعزيز قدراته في مجال الطاقات المتجددة، يتمثل في إنشاء محطة ضخ وتخزين للطاقة الكهرومائية شمال البلاد، وتحديدًا بمنطقة “إفحصة”، في إطار جهوده لتحقيق انتقال طاقي مستدام وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
المشروع يُشرف عليه المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وتقدّر كلفته بنحو 450 مليون دولار، حيث يجري العمل على تأمين التمويل بالشراكة مع مؤسسات دولية، منها البنك الدولي للإنشاء والتعمير، وصندوق التكنولوجيا النظيفة، والبنك الأفريقي للتنمية، على أن يكتمل تمويله بحلول مايو 2026.
ستتيح المحطة الجديدة، التي تعتمد على تقنية الضخ والتخزين الكهرومائي، تخزين نحو 690 غيغاواط ساعة من الكهرباء سنويًا، مع قدرة إنتاج تصل إلى 300 ميغاواط خلال فترات الذروة. ومن شأن هذا النظام أن يسمح باستغلال فائض الطاقة الشمسية والريحية وضخّه مجددًا إلى الشبكة عند الحاجة، ما يعزز استقرار التزويد بالكهرباء.
ويأتي هذا المشروع في وقت يعرف فيه المغرب ارتفاعًا مستمرًا في الطلب على الكهرباء، بنسبة نمو سنوي تقارب 4% منذ 2010. فقد بلغ استهلاك الكهرباء في 2024 حوالي 45.7 تيراواط ساعة، مما يبرز الحاجة إلى بنية تحتية مرنة تستوعب إدماج الطاقة المتجددة.
وستُربط محطة “إفحصة” بشبكة كهرباء ذات جهد عالٍ (400 كيلوفولت)، ما يعزز قدرتها على دعم مناطق صناعية كبرى في شمال البلاد، من بينها أكبر مصنع للسيارات في أفريقيا.
المغرب يطمح إلى رفع مساهمة الطاقات المتجددة لأكثر من 50% من المزيج الكهربائي بحلول عام 2030، ويهدف كذلك إلى تحقيق الحياد الكربوني في أفق 2050، وفق ما أكده البنك الدولي.
