أحزاب وسياية
الترحال السياسي.. تغيير الألوان والأوكار تحت الاكراه
الناظور..عبد الإلاه سعيدي/التحدي الإفريقي
لازال المغرب يعاني من الترحال السياسي ومن تفريخ الحركات التصحيحية كلما شعر سياسي ما بتقويضه وسط المكتب السياسي للحزب المنتمي له مند التأسيس إلى التمرد.
ورغم سلسلة من المحاولات لترميم الصفوف بين رفاق الأمس، فغالبا ما يحاول المتمرد الابتزاز والضغط على المكتب التنفيذي لينال مبتغاه. وبعد ما يتبين له الاستطام بقوة عقلاء حزبه، فإنه لا محالة يولي الأدبار وينسحب بنية معاكسة ومعارضة لحزبه الأصلي.
وبعد راحة محارب، ينبعث من رماد و يدق أبواب المنافسين بالأمس للحصول على تزكية بداخل المكتب التنفيذي إن استطاع، وإن فشل، فإنه يحرك بيادقه في محاولة تأسيس حزب جديد، باستثمار أمواله على المتعاطفين والانتهازيين لكسب النصاب بالمقابل، ليس بالتأثير حسب مبادئ حزبه الجديد بل بالوعود لمن يرى في شخصه الوفاء والتفعيل.
وغالبا ما تكون هؤلاء الساسة المتمردين من صقور الحزب الأصلي أو من المغرور بهم أو من النرجيسييبن المبتلين بالأنا الأقوى وأنا القائد.
ولنا نموذج ليس ببعيد من هؤلاء الكائنات السياسية، إذ، استغنى حزب الأصالة والمعاصرة عن عزيز ب. وبقدرة قادر التحق بحزب الخضر المغربي الذي يعاني بدوره هشاشة التسيير، نتيجة تراكمات سياسية وتنظيمية داخل مكتبه التنفيذي وفوضت له مهمة تسيير الحزب بعدما فشل الطبيب الامين العام من قيادة حزب البيئة الى بر الامان.
فهل هي صفقة تحت الطاولة ام عن قناعات فرضتها الديمقراطية الفتية في حقل السياسة ببلادنا.
هذا، ولقد سبق لمن فوضت له أمور حزب الخضر أن تم دفعه بالاستقالة أو الإقالة من حزب الجرار وتحت الاكراه وبأسلوب ابتزازي، نظرا لكونه متهم بتبديد الأموال حينما كان يرأس فريق حزب الجرار بمجلس المستشارين.
اتهامات وجهت له من طرف أمين الحزب السيد الأمين العام أنذاك. ما أدى إلى تجريده من منصبه واختفاءه من الساحة السياسية لفترة.
لا نقول انه اتخذ قسطا من الراحة والتأمل أكثر من بحثه على حزب يساير قناعاته السياسبة ويفتح له بابه الواسع بنية مبيتة هدفه السطو على مكونات الحزب ليرجع للأضواء التي انطفأت عليه لمدة لا تستهان.
لكن للأسف لم تمر خطته مرور الكرام، حيث انتفضت حركة تصحيحية جديدة بحزب الخضر، وتقول بأعلى صوتها “لا للانتهازية ولا لتسليم حزبنا لشخص سقط فجأة من المنضاد وفي حد ذاته غريب عن مشروعنا الإيكولوحي”.