الجماعات الترابية

عين على الهامش/هنا جماعة عين مديونة..التغيير قادم بحكمة وثبات..!

تاونات..د. جمال التودي/جريدة التحدي الافريقي

جماهير غفيرة..تنظيم محكم..

مداخلات مصكوكة واخرى عفوية تسري بين شرايين الحضور المتعطش للكلمة الرصينة، والافكار الخلاقة، والمهرجانات الفكرية التي تخاطب العقل والمنطق..

وليس مثل بعض مهرجانات الميوعة التي تستبيح العواطف وتضغضغ المشاعر للعامة، من طرف أناس احترفوا السباحة في المياه العكرة، واعتادوا اللعب على الاوتار الحساسة للطبقة الفقيرة المغلوبة على أمرها، كما يستغلون الساكنة ككتلة انتخابية، لتمرير أهداف سياسوية ومزاعم انتخابية صرفة …

في جماعة عين مديونة بإقليم تاونات، اجتمعت ثلة من المفكرين والباحثين حاملين رسائل التغيير، متسلحين بشتى أنواع اسلحة الفكر والقانون، لعلهم يواجهون أفكار بعض الساسة التي لم تكرس سوى التخلف والتبعية، فعوض نشر الوعي والثقافة، تحاول النخب المسيطرة تأبيد الوضع المتأزم والميؤوس منه…

من خلال قياس الحضور الغفير الذي حج الى مكان الندوة الفكرية بطريقة عفوية، يمكن التأكد ان الامور بدات تأخذ مجراها الطبيعي، ومسارها العادي عبر التفاعل مع اللجنة العلمية التي حولت جماعة عين مديونة “كمختبر” لتشريح قضايا الاسرة، و “bloc” لاجراء عملية تشريح دقيقة قاموا بها دكاترة متخصصين في مجال الاسرة والقانون وقضايا المجتمع من أجل استئصال “ورم” خطير اسمه ” الجهل”، و التعبئة ضد “وباء” مستشري استفحل في كل اعضاء ومفاصيل المجتمع التاوناتي، اسمه “فيروس الاستغلال السياسوي لسذاجة المواطن”..

 

نعم، كللت العملية بنجاح من طرف البروفيسور نبيل بنتيري، وفريقه المتخصص في مقاومة امراض الجهل والتخلف، متسلحين بأدوات القانون ومفاتيح سوسيولوجيا الاسرة، لتسليط الضوء على اهم الاشكاليات التي تؤرق بال المجتمع التاوناتي خاصة، والاسرة المغربية بوجه عام..

كانت كل المداخلات الفكرية، بمثابة نبراس ينير بعض العتمات التي كانت تؤرق حياة المواطن، كما تفاعل الحضور الكريم مع السادة الاساتدة المتدخلين، ليظهر الفرق بين الجمهور الحاضر لملتقى علمي يحس فيه المواطن انه فاعل ومشارك، بل ومؤسس لصناعة علمية محلية تساعد في بناء الاسرة والمجمتمع، وبين المهرجانات “المسيسة” الموسومة بالدل والميوعة، والتي لا تضيف لحياة الانسان غير تضييع وقته، وتبضيع فكره..

والفرق يكمن في نوعية النخبة التي تنظم تلك المهرجانات، حيث اذا تعلق الامر بالنخبة الحاملة لمشعل العلم والمعرفة تظهر النتائج على حاضر ومستقبل الناشئة الذين يحملون مشعل التغيير حسب نوع الملتقيات الفكرية، غير انه اذا تعلق الامر بذوي المهرجانات الفلكلورية الرخيصة، يكون مصدرها طبعا طبقة سياسية همها الابقاء على أمر الواقع وتحنيط عقول الكتلة الناخبة ليس إلا…

بقرية عين مديونة العالمة، يشكل هذا الحدث العلمي والملتقى الفكري محطة مفصلية في حياة سكان تاونات، وما تحمله من دلالة سوسيوثقافية، ستلقي بظلالها على مستقبل الساكنة..

وستظهر بأن المهرجنات الفكرية التي تمس حياة الاسرة، وتسائل الاسباب والمسببات التي تؤدي الى عرقلة مسار التطور التنموي، سيتم اسخلاص بعض النتائج التي تفضح بالملموس ان النخبة المدبرة الحالية التي لا تتوفر على مستوى علمي يؤهلها لتدبير دواليب الشان المحلي، هي تعتبر جزء من المشكل وليس حلا للازمة المستشرية في المجتمع..

ان تفصح مخرجات هذه الندوة عن توصيات تكون كوصفة لعلاج الامراض المجتمعية التي لخبطت حياة المواطن التوناتي، نتيجة تواطؤ الظروف الطبيعية مع النخبة المدبرة لشأنه المحلي وجعلت حياته كالجحيم..ولكن لنا الثقة في اللجنة العلمية الموقرة التي نظمت عرسا فكريا سيكون له ما بعده..!!

خلاصة القول ندوة علمية ناجحة يندرج تنظيمها في سياق مستجدات مدونة الاسرة و تفعيل ما يسمى بانفتاح الجامعة على محيطها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى