ثقافة
مغرب الحضارة: نداء من أجل المستقبل.. شبابنا كنز المملكة ومستقبل
القنيطرة..عزيز رباح/التحدي الإفريقي
أطلقت الدولة من خلال المديرية العامة للأمن الوطني برنامجا كبيرا لمحاربة الجريمة والانحراف انطلاقا من جهة سوس ماسة. وقد ثمن المغاربة هذه الحملة التي تعزز برامج التدبير الأمني في بلادنا وترسخ الطمأنينة في المجتمع وتحاصر منابع التخريب للأسر والعقول والأخلاق.
ومما لا شك فيه أن كل المخلصين والغيورين على الوطن يقدرون هذا الجهد الأمني الكبير والمكلف جدا الذي تقوم به المؤسسة الأمنية لتطهير البلاد من الجريمة والانحراف من مصادرها إلى مواقعها.
كما أن الأسر والمواطنين يشعرون بالارتياح لما يرونه يوميا من تعبئة وجهد وحزم في هدم البؤر ودحر الشبكات وقطف الرؤوس المدبرة.
ذلك أنه لا ينفع إلا اليقظة والحزم مع مصدر الشر المشكل من الثلاثي “المتآمرون والمخربون والمروجون”، الذي يوظف كل الإمكانيات البشرية والمالية والإعلامية واللوجيستية والتكنولوجية لتطوير وتنويع التهديدات الأمنية التي تواجهها المملكة ومؤامرات الاختراق لإضعاف مؤسسات الدولة وبنيات المجتمع وإفساد العقول والسلوك لدى الشباب والتلاميذ بالخصوص.
فالجريمة والانحراف يعدان من معاول التهديد والمؤامرة التي يحاول هذا الثلاثي، مجتمعين ومنسقين فيما بينهم أو كل على شاكلته، تعميم آثارها المدمرة في المجتمع والأسرة بنشر الجريمة والمخدرات والتفاهة وفي نفس الوقت بالعمل على التسلل إلى مواقع القرار الإداري والسياسي ومحاولة السيطرة على الاقتصاد وشبكات النقل واللوجيستيك وخلق شبكات وارتباطات في قطاعات التعليم والفن والإعلام والمجتمع المدني حتى يصلوا إلى الفئات العريضة من الشباب الذي يشكل المستهلك الرئيسي لبضاعتهم.
غير أنه مهما كانت قوة جهود الدولة ومتانة مؤسساتها الأمنية وتنوع برامجها الوقائية والزجرية، فإنه وجب وجود السند والدعم من القوى الحية في المجتمع بدون تردد !! فذلك من أوجب الواجبات لإضعاف ذلك الثلاثي وحماية البلاد والعباد من مؤامراته.
فالعلماء والوعاظ والخطباء لهم أثر كبير في المجتمع حيث يتواصلون مع أكثر من 15 مليون مواطن عبر كل البرامج وخلال المناسبات وخاصة يوم الجمعة. فخطابهم قد ينفذ إلى العقول والقلوب فيغير السلوك.
والأساتذة يؤطرون يوميا حوالي 10 ملايين من التلاميذ والطلبة والمتدربين في الجامعات والمعاهد، ويتواصلون مع أسرهم. وهم يمثلون قدوة لهم.
والكتاب والإعلاميون والفنانون والرياضيون والمؤثرون لهم ملايين من القراء والمتابعين والمعجبين، فصداهم يتجاوز الحدود ويصل إلى آفاق واسعة وتنظم لهم أكبر الفعاليات والمهرجانات والبرامج.
والأحزاب والنقابات والجمعيات لها امتداد تواصلي في كل ربوع الوطن، مع فئات عريضة في المجتمع في المناسبات والاستحقاقات وغيرها. وتوفر لهم الدولة الإمكانيات للقيام بواجب التأطير.
والطبقة المتوسطة المشكلة من الإداريون في كل الوزارات والمؤسسات والجماعات، والمهنيون في كل القطاعات لها تواصل يومي ومباشر ومؤثر مع المواطنين في العمل وخارجه.
بل أكاد أقول بأننا كلنا، خاصة النخب، نملك دوائر متعددة وممتدة للتواصل والتفاعل والتأثير. وجب توظيفها فيما ينفع الوطن والمواطن وخاصة الشباب، ويرسخ الانتماء ويعزز الأمن ويقوي الالتزام.
إننا جميعا و بدون استثناء، مسؤولون أمام الله تجاه وطننا وأمنه واستقراره وتجاه الشباب خاصة الذي هو كنز المملكة ومستقبلها. فوجب علينا النفير، فرادى وجماعات، للوقاية من تهديد رباعي المؤامرات: الخصوم والمتآمرون والمخربون والخونة.
فبهذا التعاون الواجب بين مؤسسات الدولة وقوى المجتمع، ترسخ ثوابت المملكة وتتقوى مناعة الوطن وتحاصر مصادر الشر وتحمى خيرات البلاد وطاقاتها وخاصة الشباب، كنز المملكة الغالي ومستقبلها.
هكذا نقوم بالواجب الشرعي والوطني تجاه الوطن، دولة ومجتمعا، ونحقق مصلحتنا بحماية أنفسنا وأسرنا وشبابنا ومن لهم الحق علينا من عوادي الزمن وشرور الانحراف والجريمة.
“كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”
“وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون” صدق الله العظيم.