مخيمات تندوف..انتفاضة التخلص من الرقابة الستالينية للجبهة الانفصالية
تشهد مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر ، منذ مدة، اضطرابات واحتجاجات ضد غطرسة واعتداءات جبهة البوليساريو على عشرات المحتجزين وصلت حد اطلاق أعيرة نارية والتهديد بالتصفية الجسدية، الأمر الذي يعيد للأذهان انتفاضة ثمانينات القرن الماضي التي عصفت بالمخيمات وهزت عرش قيادة الرابوني.
ويأتي تحرك جبهة البوليساريو كرد فعل تجاه احتجاجات نظمها أفراد من قبيلة الركيبات لبويهات، هذا الأسبوع ، قبالة ما يسمى بوزارة دفاع الانفصاليين بالرابوني احتجاجا على المعاملة العنيفة واللاإنسانية لعناصر ما يعرف بالأمن ضد أحد أبنائهم ويتعلق الأمر بحما ولد الحلا ولد محمد لامين ولد المهيدي، حيث لجأت عناصر الجبهة الانفصالية إلى إطلاق الرصاص في الهواء بأسلحة “كالاشنيكوف”، مرغـِمة إياهم على التراجع والابتعاد .
ويترجم تحرك جبهة البوليساريو الانفصالية، واللجوء الى العنف لقمع الاحتجاجات، حالة التخبط التي تعيشها كتنظيم انتهى بشكل عملي، حيث أصبحت المليشيات تحكم بالحديد والنار، وتفرض طوقا وحصارا أمنيا على ساكنة المخيمات.
في السياق ذاته يرى محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المركز الصحراوي للاعلام وحقوق الانسان، أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية بمخيمات تندوف بسبب جائحة كوفيد وسياق الحرب الروسية الاوكرانية الى جانب تراجع الامدادات الدولية المقدمة للمخيمات، كلها عوامل ساهمت في تأزم الوضع الاجتماعي بالمخيمات، فضلا عن النهب الممنهج للمساعدات الغذائية من قبل عصابة الجبهة الانفصالية والجيش الجزائري وهو الامر الذي كان موضوع تقارير دولية.
وأضاف محمد سالم قائلا، أن كسر حاجز الخوف بالنسبة لقاطني مخيمات تندوف، يترجم حالة الترهل الذي أضحت عليها قيادة البوليساريو، وضعف قدرتها على التعبئة والتأطير نتيجة الفراغ على مستوى الزعامة منذ فضيحة تهريب إبراهم غالي لاسبانيا وتداول الماضي الاجرامي لقيادة البوليساريو.
وأردف رئيس المركز الصحرا ي للاعلام وحقوق الانسان بالقول أن أحداث مخيمات تندوف تصب في اتجاه تفجر الاوضاع بالمخيمات ، سيما أن معظم المحتجزين باتوا يلجأون للاطارات القبلية والعشائرية ويتخلصون من الرقابة الستالينية للجبهة الانفصالية.