كابرنات العسكر الجزائري يُعِد الشعب ذهنيا لمقاطعة منتخب بلادهم ل “كان” المغرب 2025
معلوم أن كل ما تنشره سخافة الجيران الشرقيين، لا يتم إلا بموافقة العسكر الحاكم في قصر المرادية، و أن كل المقالات و التقارير لا تذاع و تنشر سوى تحت مقصلة الرقابة العسكرية، و هو ما جعل حرية التعبير و الصحافة في الجزائر نقطة سوداء صنفت البلاد في ذيل الدول التي تكمم أفواه صحافييها و شعبها.
مناسبة هذا الكلام، عنوان عريض ل”سخيفة” الشروق الجزائرية، اختار له محرروه بإيعاز من سلطات العسكر الحاكم عنوانا غريب الشكل مقصود المضمون و هو “ما الذي سيضر المنتخب الجزائري لو يقاطع كأس إفريقيا؟”.
و حاول النظام العسكري من خلال هذا المقال و غيره “كثير” كما قال أحدهم، جس نبض الشارع الجزائري و إعداده ذهنيا ل”انسحاب” جديد و هروب أصبح معتادا خاصة أن الكأس الإفريقية ستنظم بالبلد الذي وثقت فيه قارة أفريقيا و منحته أصواتها ليمثلهم في تنظيم الكان و بعده المونديال.
و على ما يبدو من خلال الكم الكبير من التعاليق “الذبابية” التي تزكم الأنوف الصادرة من بلد “النيف”، بلد المليون شهيد التي لم يجد حكامها أي شهيد منهم يستحق أن يسمى على إسمه ملعب فاختاروا له اسم من دول أفريقيا جنوب الصحراء، فالنظام الشنقريحي التبوني يسعى جاهدا لترويض الرأي العام الجزائري و الضحك عليه و محاولة إقناعه بشتى الطرق بمقولة “ماخاصناش نشاركو في كان المروك”.
سؤال بسيط، هل يخشى حكام الجزائر من أن يكشتف شعبهم الذي ستتاح له الفرصة لزيارة بلد يحلمون دوما بأن تطأه أقدامهم فيكشتفوا الواقع الذي تحاول قنوات العهر و مواقع التفاهة الجزائرية أن تزيفه لهم، حتى لا يقارنوا بين ما يمتلكه بلد يفتقر للغاز من بنى تحتية و مؤهلات تضاهي كبريات دول العالم و بين بلد يتوفر على الثروات و لكنها تكدس في حسابات و أرصدة الجنرالات و يرمى الفتات للشعب دافع الضرائب.
هل ينوي حكام الجزائر الانسحاب من كأس إفريقيا المغرب 2025، مخافة من خريطة البلاد، بصحرائها التي يعشق سكانها شرب “شاي الدحميس” أم أنهم يخافون من تلقي دروس أخرى من بلد تاريخي يفوق عمر مملكته الاثني عشر قرنا.