حوادث

وفيات صامتة داخل محلات تجارية بالعيون… غموض مقلق يطرق الأبواب وأسئلة لا تحتمل التأجيل

بقلم: سيداتي بيدا/التحدي الإفريقي

في مدينة اعتادت الهدوء ورتابة الأيام، بدأت وقائع غير مألوفة تفرض نفسها بقوة على المشهد المحلي، وقائع تحمل طابعاً صادماً وتفاصيل تثير القلق أكثر مما تقدم أجوبة.

 

 ففي أقل من شهر واحد، تداول الرأي العام بالعيون أخبار العثور على أشخاص متوفين داخل محلات تجارية، آخرها حادثة العثور على جثة شخص داخل محل لبيع قطع غيار السيارات بشارع الحزام، في ظروف وُصفت، مرة أخرى، بالغامضة.

 

الخطير في الأمر ليس الحادثة في حد ذاتها، على فداحتها، بل تكرار السيناريو بشكل يدعو للريبة: محلات تجارية، أشخاص داخل أماكن العمل، ووفاة صامتة بلا مقدمات واضحة. هذا التواتر الزمني السريع جعل الشارع المحلي يتساءل بقلق: هل نحن أمام مجرد مصادفات؟ أم أن هناك خيطاً خفياً يربط بين هذه الوفيات؟

 

الصمت الذي يلف التفاصيل الدقيقة لكل واقعة فتح الباب واسعاً أمام التأويلات، وأشعل منصات التواصل الاجتماعي بتكهنات متفاوتة، بعضها يتسم بالتهويل، وبعضها الآخر يعكس خوفاً مشروعاً من المجهول. وفي غياب معطيات رسمية مفصلة، يصبح الغموض بيئة خصبة لانتشار الإشاعة، ويصبح القلق الجماعي أمراً شبه حتمي.

 

مصادر مطلعة تؤكد أن السلطات المختصة تباشر إجراءاتها القانونية فور الإبلاغ عن كل حالة، من تطويق للمكان وفتح تحقيقات وإخضاع الجثامين للفحوصات الضرورية.

 

غير أن الرأي العام لا يبحث فقط عن التأكيدات الإجرائية، بل يتطلع إلى أجوبة واضحة تضع حداً لحالة التوجس المتنامية.

 

هذه الوقائع تعيد إلى الواجهة أسئلة أعمق تتجاوز حدود الحوادث نفسها: ما مدى احترام شروط السلامة الصحية داخل المحلات التجارية؟ هل يخضع العاملون لفحوصات دورية؟ وهل يتم التحسيس بالمخاطر المحتملة المرتبطة بالعمل داخل فضاءات مغلقة ولساعات طويلة؟ أم أن هذه الجوانب تترك، في كثير من الأحيان، للهامش؟

 

إن خطورة المرحلة تفرض تعاطياً رادعاً ومسؤولاً، قوامه الشفافية والتواصل المباشر مع المواطنين، بدل تركهم فريسة للتخمين والخوف.

 

 كما تفرض مقاربة وقائية حقيقية، لا تنتظر وقوع المأساة لتتحرك، بل تستبقها بإجراءات ملموسة.

 

العيون اليوم ليست في حاجة إلى مزيد من الغموض، بل إلى حقيقة واضحة تطمئن الساكنة، وتؤكد أن هذه المدينة قادرة على حماية أمنها الصحي والاجتماعي. فإما أن تُكشف الأسباب بوضوح، أو سيظل السؤال معلقاً: إلى متى تستمر هذه الوفيات الصامتة خلف أبواب المحلات المغلقة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى