اقتصاد

نجاح كبير للنسخة الرابعة من منتدى WeXchange

نظمت مؤسسة عبد القادر بنصالح، الثلاثاء الماضي، بالدار البيضاء، النسخة الرابعة من منتدى WeXchange تحت شعار: «الدور الاقتصادي للقطاع الثالث: إبراز القوة الكامنة».

هذا الحدث المرموق جمع ما يقارب 400 خبير وباحث وفاعل رئيسي في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لمناقشة الدور المتنامي للقطاع الثالث في تنمية الاقتصاد الوطني وبناء نموذج أكثر شمولا واستدامة. فيما يلي أبرز لحظات هذه الدورة. فيما يلي أبرز لحظات هذه الدورة.

في كلمتها الافتتاحية، أكدت كنزة بنصالح، عضو مجلس إدارة مؤسسة عبد القادر بنصالح، على جوهر هذه الدورة: “مواكبة القطاع الثالث وتمكينه من الأدوات اللازمة يعني منحه القدرة على أداء دوره الاقتصادي والاجتماعي الكامل. فهو قوة أساسية لبلدنا، تدفعنا إلى إعادة تصور نماذجنا وتعزيز التضامن وبناء اقتصاد أكثر شمولا واستدامة”.

كما أشارت إلى أن هذا المنتدى يندرج في إطار استمرارية جهود المؤسسة الرامية إلى دعم الابتكار الاجتماعي وتعزيز قدرات الفاعلين في مجال التغيير، انطلاقا من قناعة راسخة بأن تنمية المغرب تمر عبر اقتصاد أكثر تشاركية وتضامنا.

من جهته، أكد طارق المعروفي، المدير العام لـمؤسسة عبد القادر بنصالح، على أهمية بناء جسور دائمة بين مختلف الفاعلين: “يشكل المغرب أرضا خصبة لرواد الابتكار الاجتماعي، الذين يقدمون حلولا واقعية لمجتمعاتهم. ويتيح لهم هذا المنتدى فضاء لتبادل التجارب وإلهام الآخرين للعمل والمبادرة. فـالاستثمار في الزمن وتوسيع فضاءات التعلم يساعد في تعظيم أثره هذه المبادرات والمساهمة في بناء اقتصاد أكثر تضامنً واستدامة”.

وانعقدت الجلسة الأولى تحت عنوان “القطاع الثالث، رافعة للتنمية الاقتصادية: رؤى متقاطعة من أجل نموذج جديد”، بمشاركة ممثلين عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والاتحاد العام لمقاولات المغرب ومنظمة Open Village. وقد تميزت المناقشات بثرائها وعمقها، حيث سلطت الضوء على أوجه التكامل الممكنة بين الابتكار والسياسات العمومية والاقتصاد الاجتماعي، مما فتح المجال أمام تفكير جماعي حول نماذج تنموية جديدة أكثر شمولا واستدامة.

وأكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، التابع لوزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، على الدور المحوري للقطاع الثالث في بناء نموذج تنموي أكثر عدلا واستدامة: “هدفنا واضح: جعل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ركيزة أساسية للتنافسية الوطنية وللصمود الاقتصادي. فمع مساهمته الحالية بنسبة 2% من الناتج الداخلي الخام، نسعى إلى بلوغ 4% في أفق سنة 2035. هذا القطاع ليس هامشيا، بل يعد محركا رئيسيا لإنتاج القيمة وتحقيق التحول المستدام”.

وفي نفس السياق، قدمت السيدة لمياء كمال شاوِي، مديرة مركز منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، خلال مداخلتها الرئيسية، منظورا دوليا حول دور القطاع الثالث في الاقتصادات الناشئة.

بالنسبة لها: “يشكل القطاع الثالث ركيزة حقيقية للنمو والتنمية الاقتصادية. ففي العديد من الدول، أصبح الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، اليوم، مسارا استراتيجيا لتعزيز التنافسية الوطنية مع إحداث وقع اجتماعي مستدام. إنه ليس، بل قوة فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة”.

وناقشت الندوة الثانية موضوع “دور الابتكار الاجتماعي في إطلاق الإمكانات الاقتصادية للقطاع الثالث: رؤى متقاطعة من ثلاث قارات”. وقد أسهمت هذه الندوة في إغناء النقاش حول آليات الوقع والتعاون والاستدامة، مبرزة أهمية تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات بين الفاعلين من مختلف القارات.

وأوضح المعروفي بـأن “قياس وقعنا يعني إضفاء معنى حقيقي على التزامنا. فالتضامن، عندما يمتد على المدى الطويل، يمكن أن يتحول إلى رافعة حقيقية لإنتاج القيمة وإحداث التحول الاجتماعي”.

ومن جانبه، أكد مالك ديوب، رئيس المنتدى الإفريقي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالسنغال بأن “الاقتصاد الاجتماعي بطبيعته مرتبط بالتراب المحلي. فهو ينطلق من الواقع الميداني ويستجيب للحاجات الفعلية للمجتمعات. وقد أثبتت جائحة كوفيد-19 ذلك بوضوح، إذ تبين أن هذا النموذج، القائم على التضامن والقرب، هو الأكثر صمودا في مواجهة الأزمات”.

وانعقدت على هامش منتدى WeXchange 5 ماستركلاس، قدمت فضاءات غنية للنقاش والتفاعل بين الخبراء والباحثين والفاعلين في القطاع الثالث. وتطرّقت إلى مواضيع عملية تمس التنمية الشاملة والمجالية، مثل التشغيل المحلي، ومساهمة القطاع الثالث في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتثمين الموارد الترابية، إضافة إلى منهجية التفكير التصميمي كوسيلة لتعزيز الابتكار والإبداع المشترك.

كما شهد المنتدى تنظيم حلقات نقاش جمعت نخبة من الخبراء والباحثين والفاعلين في القطاع الثالث، حول مواضيع متنوعة واستشرافية، من بينها سبل التمويل الجديدة لبناء قطاع ثالث مستدام، وتكوين الكفاءات والحفاظ عليها، ودور التسويق الاجتماعي في تعزيز الالتزام والتغيير، والتشارك في بناء منظومات ذات وقع اجتماعي، إضافة إلى توظيف البيانات لخدمة اتخاذ القرار والعمل الاجتماعي.

واختتمت فعاليات اليوم بحفل الجوائز المغربية للابتكار الاجتماعي (MSIA)، الذي عرف تكريم 8 مبادرات مغربية رائدة في مجال الابتكار الاجتماعي. وقد تم منح الجائزة الكبرى لـجمعية أمل عن مشروعها “مقهى الإشارات”. وهو أول فضاء في المغرب أسسه أشخاص صم لخدمة فئة الصم، يجمع بين الإدماج والتكوين والتشغيل في نموذج مبتكر يعكس روح التضامن والمواطنة الفاعلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى