أراء وأفكار وتحليل

مهرجان إغبولا.. الغناء والرقص على الجسم السقيم لبلدة تئن على سرير الانعاش

ذ. مولاي زايد زيزي..مدير نشر التحدي الإفريقي

أسدل الستار على مهرجان إغبولا بأغبالة في نسخته الرابعة بعد انقطاع دام سنين لأسباب مجهولة، ثلاثة أيام من الغناء والرقص لمجتمع فقد البوصلة، تائه بين الخزي والعار والاحباط الذي مورس ويمارس عليه من طرف المسؤولين على تدبير الشأن المحلي لبلدتهم.

لا يعرف المرء الغريب والزائر للقرية الكبيرة ما هي أسباب الركود الذي تعانيه البلدة في كل المجالات، خاصة فيما يتعلق بالبنيات التحتية والمرافق العمومية ليس كباقي الجماعات المجاورة.

رئيس داهية وكسول في نفس الوقت خاصة في المجال السياسي، لكن انتهازي حيث عرف كيف يمكن أن يغسل ماء وجهه بعد غياب تام طيلة الأربع سنين قد مضت من ولايته، حصيلة بعد التقييم هزيلة جدا، لم يستطيع اللحاق بأقرانه من رؤساء الجماعات المجاورة التي عرفت أين تؤكل الكتف.

كل من عاود الزيارة للقرية الكبيرة، يستغرب من الركود الذي اصابها ويقول بداخله، إن ماضيها أفضل بكثير وكثير من حاضرها ويتسائل اين رجالها وبأي ذنب أعدمت؟

شارع وحيد مهترئ كله حفر، مشروع تبليط الأزقة متوقف في شطره الأول، انعدام مناطق خضراء بالمرة، مجزرة متسخة وسط القرية الكبيرة، لحومها تضر بصحة المواطن وروائحها تزكم الأنوف، مسبح جماعي في أجندة أحلام الرعاة، مركب رياضي في خبر كان، ملاعب القرب هدية لبعض المداشر خارج المركز، مشاريع على المقاس تثير شكوكا في النهب والاختلاس والأظرفة تحت الطاولة، العشوائية سيدة الموقف، مجتمع مدني في حروب خفية من أجل الأنى الأعظم، مؤطر بسياسة ’’فرق تسود’’، الصحة في خانة الانتظار لغد لن يرى النور بسبب النقص في الموارد البشرية، تلوث الماء الصالح للشرب حدث ولا حرج، بناء على عدم رضوخ بعض السكان لربط منازلهم بشبكة قنوات الصرف الصحي، و…و…والقائمة طويلة.

أبناء الجالية في صراع مع اوليائهم لما عايشوه من إحباط بموطن أصل الأجداد، كأنهم سجناء وسط قمم الجبال، لا علاقة بالبيئة السليمة التي نشؤوا بها وترعرعوا وسطها، شباب من الجالية ساخط عن الوضع، غالبا ما يصطدم مع عناصر الدرك الملكي بسبب ممنوع الوقوف على جنبات شبه الشارع الوحيد.

ورغم كل هذه المآسي، ارتأى الرئيس الاحتفال في مهرجان نجهل مصادر تمويله، وبدون خجل ولا حياء شارك المغنيين والراقصات النشاط على الجسم السقيم والعليل لبلدة تئن على سرير الانعاش.

ولإعطاء صفة الديبلوماسية الموازية، قام بدعوة  القنصل العام لألمانيا لحضور المهرجان، تباهيا لانجازه وإظهار علاقته الدولية، كما تم تكريم بعض الفعاليات واستثناء عدد من صناديد القرية الكبيرة، تجاهلا لما قدموه من خدمات جليلة قبل ميلاد الرئيس البئيس.

التاريخ لا ينسى يا رئيس، ما عليك إلا إدراك الوقت مما تبقي من عمر الولاية، لمسح الذنوب جراء ما ارتكبته في حق بلدتنا الغالية.

وللختام صرح أحد المناضلين الحقوقيين بجملة مختصرة ’’الله يعطينا وجهك’’

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى