أجمد كرين/التحدي الإفريقي
تشهد مختلف الدواوير والأحياء المحيطة بمركز أيت عميرة ظاهرة مقلقة تتجلى في انتشار المطارح العشوائية، حيث أصبحت هذه المطارح المفتوحة فضاء للنفايات المنزلية ومخلفات الأنشطة اليومية للسكان، في غياب حلول ناجعة لتدبير النفايات، أو حتى توضيحات من المسؤولين عن مآلها في القادم من السنوات.
وتتفاقم خطورة هذه المطارح مع لجوء بعض السكان إلى إحراق الأزبال بشكل متكرر، ما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة ودخان كثيف يقض مضجع الساكنة ويضر بصحتها، كما تشكل تهديدا مباشرا للأطفال الذين غالبًا ما يتخذونها مكانًا للعب في غياب الوعي بالمخاطر الصحية المحدقة بهم، خصوصا مع غياب فضاءات ترفيهية يلجؤون اليها.
كما أن إشعال النار وسط الأزبال يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى كارثة بيئية حقيقية، خصوصًا مع قرب هذه المطارح من الضيعات الفلاحية المنتشرة بالمنطقة، إذ يمكن للنيران أن تمتد إليها وتسبب خسائر جسيمة للفلاحين والسكان، فضلًا عن التأثير السلبي على التربة والفرشة المائية.
من جانبهم، لم يقف الفاعلون الجمعويون والهيئات المدنية بأيت عميرة مكتوفي الأيدي أمام هذه الآفة، بل انخرطوا منذ سنوات في حملات ترافعية للفت انتباه السلطات إلى خطورة المطارح العشوائية وانتشار الازبال، حيث نظموا وقفات تحسيسية وأنشطة بيئية، وأطلقوا نداءات عبر وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي. هؤلاء الفاعلون يؤكدون أن محاربة هذه الظاهرة تتطلب إرادة جماعية وإشراك المجتمع المدني في رسم الحلول، من خلال تبني مقاربة تشاركية تضع الصحة العامة والبيئة في صلب الأولويات.
إن استمرار هذه الوضعية ينذر بعواقب بيئية وصحية خطيرة، ويطرح بإلحاح ضرورة إرساء استراتيجية محلية واضحة لمعالجة ملف النفايات، حفاظًا على صحة المواطنين وحماية للموارد الطبيعية بالمنطقة.