في تصعيد خطير جديد، أطلقت عناصر من الجيش الجزائري النار على شابين صحراويين قرب ما يُعرف بمخيم العيون، في حادث كاد أن يُنهي حياتهما، ويعيد إلى الواجهة مأساة الانتهاكات التي يتعرض لها سكان مخيمات تندوف، وسط صمت مطبق من قيادة جبهة البوليساريو.
ويأتي هذا الاعتداء بعد 48 ساعة فقط من حادث مماثل قُتل فيه شابان آخران برصاص الجيش الجزائري قرب مخيم الداخلة، مما أجج حالة من الغضب والاحتقان في أوساط الصحراويين المحتجزين.
وبحسب صور تم تداولها على نطاق واسع، أطلقت دورية جزائرية وابلاً من الرصاص على سيارة من نوع مرسيدس كان يستقلها الشابان في رحلة اعتيادية بين منطقتي وادي الشق ووادي الماء.
وأفاد منتدى “فورساتين” المعارض لجبهة البوليساريو الانفصالية أن الجنود أمروا الشابين بالتوقف، لكن السائق، مدفوعاً بالخوف من تكرار سيناريو الداخلة، قرر الفرار رغم عدم حيازته لأي مواد ممنوعة.
وكان رد فعل الدورية مفرطاً في العنف، حيث استُهدفت السيارة بإطلاق كثيف للنار، ما أدى إلى تدمير زجاجها الأمامي والخلفي، وثقب إحدى عجلاتها، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في هيكلها.
ورغم ذلك، تمكّن الشابان من قيادتها لمسافة تقارب الكيلومتر قبل أن تتعطل بسبب كسر في المحرك، ليترجلا منها ويكملا طريقهما نحو مخيم العيون سيراً على الأقدام.
وأثارت الحادثة موجة غضب جديدة في المخيمات، حيث عبّر السكان عن سخطهم من تصاعد العنف الممنهج ضدهم، في ظل تجاهل تام من قيادة البوليساريو، التي تواصل التزام الصمت أمام الاعتداءات المتكررة للجيش الجزائري.
وتزايدت الأصوات الغاضبة داخل المخيمات، ووصفت ما يجري بأنه “مجازر ممنهجة” تستهدف الشباب الصحراوي في غياب أي حماية قانونية أو إنسانية، وسط أجواء تخنقها القبضة العسكرية وتنعدم فيها العدالة.