أراء

ما أصاب بلدتي أغبالة من مصيبة إلا بإذن مسؤوليها

بقلم مجهول مغبون عاشق مجنون.. التحدي الإفريقي

عنوان يعبر عن مدى الشعور بالإحباط و”الحكرة” إن صح التعبير، لما وصلت إليها أوضاع بلدة، تتموقع وسط قمم جبال الأطلس المتوسط المركزي، معقل قبائل ٱيت سخمان، الأمازيغ الأحرار، بصموا التاريخ بنضالهم ضد المعمر الغاشم، إبان المعركة الشهيرة “تازيزاوت”، التي لازالت تحت رماد التعتيم للوسائل الإعلامية الرسمية، دون الوصول لمعرفة الأسباب.

تعاقب على تسيير شؤونها المحلية، منذ بزوغ الاستقلال، رجال ليست كباقي ذكور عصرنا هذا. رجال يتصفون بالأمية التي هي من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن يتصفون كذلك بالذكاء والحكمة والجدية و الكاريزما، عرفوا كيف يدبرون أمور الساكنة بالشراكة أنذاك مع السلطات المحلية. وجوههم مبشورة مستبشرة، تسر الناظرين، شخصيتهم قوية وكرمهم فات صيته الإقليم والنواحي.

حافظوا على زينة جمال بلدتنا التي لازلنا نفتخر لتكرار وصفها بملكة جمال الحزام الجبلي في عقدي الستينات الى الثمانينيات. ولما أعطيت فرصة التسيير للشباب الموصوف بالمثقف، تغيرت الأوضاع تدريجيا إلى أن أصبحت تقارن بمزبلة التاريخ المنسي. ربما هذا الوصف قدحي ومبالغ فيه لدى أجيال التسعينيات وما فوق، ولكن العكس برأي الجيل الذهبي الذي لازالت ذاكرته تختزن ذكريات جميلة لا تبلى ولا يمكن نسيانها إلى الأبد.

فكيف أن نقارن ماضيها الحافل بكل ما هو جميل وحاضرها المزري الحافل بالاهمال والتهميش والخيانة من خيرة أبنائها. مسؤولون حاملي الشواهد العليا وبمراكز قرار في أعلى درج السلاليم الوظيفية، لم يفقهوا شيئا في تدبير جماعة بسيطة لكي ترقى إلى أضعف المستويات كباقي الجماعات المجاورة. ألا يعني هذا التصرف ب”الحكرة”؟

هاجرتها كرها عدد من الأسر إلى أن هاجرتها حتى الطيور، خاصة منها اللقلاق الموصوف بالملك الحزين، أصاب الخراب والدمار معالمها ومٱثرها إلى الأبد، كما أصاب الاجثتات ألاف الأشجار التي كانت شامخة تطفي جماليتها، فسخطت الطبيعة بدورها عقابا لفعل الإنسان وجفت المنابع والعيون التي كانت تزخر بمياهها المتدفقة في عروق وسواقي المئات من البساتين والحقول التي أتى عليها الاسمنت والحديد.

فماذا تبقى مما يمكن أن يغوينا أو يستقطبنا لحب هذه البلدة التي جعل منها خيرة أبنائها ملاذ البؤس والإحباط والشعور باليأس والغبن بسبب الخيانة والتهاون.

لكن عند ربنا سنختصم.

مغبون بالعشق الممنوع/ مولاي زايد زيزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى