لمن يعيش على أوهام الماضي…المنفذ على المحيط الأطلسي لن يكون إلا بالشروط المغربية
في خطاب حازم وحاسم وجريء، قطع الشك باليقين، بل وأنهى أحلام الكابرانات ممن كانوا يُعوّلون على إطالة أمد النزاع المفتعل ” للسطو” على الصحراء المغربية تحت مسميات عدة أبرزها شعارهم البائد “الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها”.
لكن سرعان ما انكشفت نواياهم الحقيقية، واتضحت طموحاتهم ورغباتهم بأنهم هم أنفسهم أطراف النزاع الحقيقيين يؤججون الصراع من خلال الدفع بالكيان الوهمي والباسه لباس ” الدولة”، وتمكينه من المال والسلاح من عائدات البترول والغاز…فعلا إنهم صُناع الكيان الوهمي…
جاء خطاب الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، ليُعلن الملك محمد السادس حفظه الله من خلاله عن حقبة جديدة بمعالم سياسية كذلك، مكنت المغرب من ترسيخ واقع ملموس، وحقيقة لا رجعة فيها، قائمة على الحق والشرعية، والالتزام والمسؤولية.
واقع ملموس وحقيقة لا رجعة فيها، قالها الملك بأنها تستند على عدة مرجعيات منها تشبث أبناء الصحراء بمغربيتهم، وتعلقهم بمقدسات الوطن، في إطار روابط البيعة، القائمة عبر التاريخ، بين سكان الصحراء وملوك المغرب، ناهيك عن النهضة التنموية، والأمن والاستقرار، الذي تنعم به الصحراء المغربية، ثم الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي.
هو خطاب الحزم إذن، ورسالة مباشرة لكل من يريد أن يتخذ ملف الصحراء المغربية مطية لتصريف مشاكله الداخلية، لكل من لايزال يعيش على أوهام الماضي ويتشبت بأطروحات تجاوزها الزمن..
بلغة واضحة وصريحة وقوية، دشن خطاب الملك مسارا جديدا للرد على كافة المغالطات والمناورات اليائسة والبائسة للمطالبين بالاستفتاء، رغم تخلي الأمم المتحدة عنه، واستحالة تطبيقه، وفي نفس الوقت، هم أنفسهم يرفضون السماح بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، ويأخذونهم كرهائن، في ظروف يرثى لها، من الذل والإهانة، والحرمان من أبسط الحقوق….
هو خطاب الملك الذي دشن لحقبة جديدة ببعد اقتصادي يخدم شعوب المنطقة والقارة السمراء يتيح لهم منفذا على المحيط الأطلسي بشروط مغربية وتحت سيادة المملكة المغربية…
قالها الملك بوضوح: “لهؤلاء نقول : نحن لا نرفض ذلك؛ والمغرب كما يعرف الجميع، اقترح مبادرة دولية، لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، في إطار الشراكة والتعاون، وتحقيق التقدم المشترك، لكل شعوب المنطقة”.
لهؤلاء أيضا نقول :” إن الشراكات والالتزامات القانونية للمغرب، لن تكون أبدا على حساب وحدته الترابية، وسيادته الوطنية”.
خطاب قوي يعكس حكمة الملك ورؤيته التبصرية للأحداث الجارية على المستويين الإقليمي والدولي وتحديات المرحلة….
خطابٌ يؤكد من جديد على أن المبادرة المغربية الخاصة بدخول دول الساحل والصحراء إلى المحيط الأطلسي، تعد تحولا إستراتيجيا في توجهات السياسة الخارجية المغربية بشأن تعزيز العلاقات مع دول الساحل والصحراء وفقا لمبدأ “الكل رابح”، ناهيك أن المغرب يرى في التقارب السياسي والاقتصادي مع دول الساحل والصحراء، أن يحافظ على أمنه القومي ضد أي تهديدات أمنية محتملة ناتجة عن سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.