كلمة سعيد البقالي مدير منتدى طنجة الدولي للشباب والديمقراطية في الندوة الدولية، حول عالم جديد يتشكل
الرفيق الأمين العام لحزبنا حزب التقدم والاشتراكية المحترم؛
الرفيق الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية المغربية
السيدات و السادة الوزراء و السفراء
السيدات و السادة رؤساء و أعضاء الأحزاب و الشبيبات و المنظمات الشقيقة و الصديقة
السيدات والسادة الحضور الكرام؛
الرفيقات العزيزات الرفاق الأعزاء؛
نحييكم ونشكركم على تجشمكم عناء السفر والتنقل لمدينة طنجة للحضور والمساهمة في أشغال الندوة الدولية المنظمة من طرف حزب التقدم و الاشتراكية و شبيبته في إطار الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لمنتدى طنجة الدولي للشباب والديمقراطية. الذي ينعقد هذه السنة تحت شعار “عالم جديد يتشكل” في سياق احتفال حزبنا حزب التقدم والإشتراكية بمرور ثمانين سنة على تأسيسه. حزب التقدم و الاشتراكية الذي كان على الدوام ولازال مساهما بتحليلاته المتبصرة وقراءاته الفكرية المتنورة في تفاعلاته مع القضايا الوطنية والدولية. فانطلاقا من مرجعيته اليسارية وهويته الاشتراكية يعمل الحزب على الاحتفال بمرور ثمانية عقود على تواجده بطريقة متميزة ومتفردة، بحيث اختار الاحتفال بتنظيم عشرات الندوات الفكرية والعلمية لمقاربة مواضيع مختلفة ومتعددة توجد في صلب اهتماماته، وهو اختيار يعبر من خلاله حزب التقدم والاشتراكية عن جديته ومصداقيته وتفرده الذي ميزه طيلة هذا المسار التاريخي الحافل بالنضال الزاخر بالعطاء.
و لقد اختار الحزب عنوانا لهذه الندوة هو عبارة عن تساءل : عالم جديد يتشكل، أي دور لليسار فيه؟
و هو سؤال يلمس طبيعة و حجم الأدوار المنوطة باليسار وآليات عمله في عالم يعرف هيمنة القوى الامبريالية عسكريا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا، تقوده للمزيد من الاضطراب والفوضى و التيهان الأخلاقي و المعياري و تسائل جدوى مؤسساته الأممية و مدى فعاليتها في الحفاظ على السلم و النماء العالميين.
و لعل ما يقع اليوم بفلسطين يخاطبنا ومعنا ضمير الإنسانية جمعاء حول معايير هذا النظام العالمي المتهالك الذي لا يستطيع إيقاف حرب إبادة جماعية و تطهير عرقي تبث على المباشر على مختلف القنوات العالمية.
أمام هذا الوضع القائم على الهيمنة والصراع والحروب، يعرف العالم بروز قوى جديدة وتكتلات بديلة تنبئ بتشكل عالم جديد متعدد الأقطاب ومتنوع في المرجعيات الفكرية، اذ بدأت تبرز في الساحة الدولية حركات نضالية يقودها في الغالب شباب ذوي مرجعية فكرية يسارية متنورة. رافضة للعنف والحرب والهيمنة وتواقة للسلم والتعايش والعدالة والمساواة، حركات واعية بما ينتظرها من تحديات آنية ومستقبلية. حركات وهبات سياسية متطلعة لعالم جديد، عالم يعيد الاعتبار للإنسان والقيم الإنسانية النبيلة، عالم يتعاون فيه الانسان مع أخيه الانسان لتحقيق الازدهار والنماء والحرية والديمقراطية، عالم أكثر عدلا ينعم فيه الجميع بالكرامة والحق والمساواة. عالم آخر ممكن التشكل حتى يتسنى لنا مجابهة التحديات المحدقة بنا والتي تحاصرنا من كل صوب وحدب.
لكن، كيف ذلك؟ وما الذي يتوجب علينا القيام به لتحقيق هذا المبتغى؟ وما هي مقومات هذا العالم الذي نصبوا إليه؟ ما هي الآليات الكفيلة بدمقرطة العلاقات الدولية؟ أسئلة وغيرها سنحاول مقاربتها والبحث لها عن أجوبة من خلال مساهمات ضيوفنا في هذه الندوة، ونبدأ مع كلمة الرفيق محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم ولاشتراكية فليتفضل مشكورا؟