جهات وعمالات
قراءة في اتفاقية شراكة بعمالة جرادة لدعم هيكلة استغلال الفحم الحجري

بقلم ذ. عدي ليهي/التحدي الإفريقي
لا يسعنا في بداية هذه القراءة إلا الإشارة لمفارقة كبيرة يقف عليها أي متتبع لوضعية إقليم اجرادة و المتجلية في غنى على مستوى الموارد الطبيعية و البيئية التي تزخر بها هذه المتطقة من جهة و الفقر و النهميش الذي تعاني منهما.
في هذه المقالة نقدم قراءة في الاتفاقية الموقعة في هذه المدينة كخطوة إيجابية نحو تحسين ظروف عمل مستغلي الفحم الحجري بجرادة، حيث تم تقديم شاحنات ومعدات سلامة، إلى جانب تسجيل 500 عامل في الضمان الاجتماعي، ما أوحى بأن هناك توجها نحو تأطير وتنظيم القطاع بشكل يضمن للعمال حقوقهم وسلامتهم. كما كان يُفترض أن تساهم هذه الاتفاقية في توحيد جهود العاملين وتحقيق تنمية اقتصادية محلية مستدامة.
لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا.
بعد وقت معين تبخرت تلك الوعود في الهواء مع إفلاس الشركة المستحدثة Coal Jerada Limited، دون أي أثر يُذكر للمعدات والموارد التي كانت مخصصة لهذا المشروع.
في المقابل، استفاد مسؤولون وشركاؤهم من هذه الاتفاقية، تاركين العمال في مواجهة المصير ذاته الذي كانوا يعانون منه قبل الشراكة. بل وأسوأ، حيث فقد عدد من العمال حياتهم في ظروف مأساوية، في غياب أي إجراءات حقيقية لضمان سلامتهم.
الأسئلة التي تفرض نفسها الآن لاكتشاف بعض أسرار المفارقة العجيبة في هذه المدينة :
– أين ذهبت أموال هذه الاتفاقية؟
ـ لماذا لم تتم محاسبة المسؤولين عن هذا الفشل الذريع؟
ـ كيف يمكن أن يتم التلاعب بمصير المئات من العمال دون أي متابعة أو مساءلة قانونية؟
ـ أين هي أرباح الشركة، أم أن الأرباح اقتصرت على جيوب قلة من المنتفعين؟