حوادث

غضب من وزير الأوقاف بعد تقديمه معطيات غير صحيحة أمام أمير المؤمنين

لا يزال قرار توحيد خطبة الجمعة يثير جدلا واسعا، خاصة بعد أن فقدت، وفق رأي علماء وخبراء ومحللين، روحها ورمزيتها، وتحولت إلى خطبة إدارية باردة لا تتفاعل مع الواقع ولا تلامس هموم الناس السلوكية واليومية.

ويرى هؤلاء أن المنبر الذي ظل عبر قرون مجالا للتوجيه والإصلاح بات اليوم مجرد منصة لإلقاء نصوص مكتوبة سلفا، ما أفقد الخطيب دوره الطبيعي وأضعف أثر الخطبة في المجتمع.

وفي قلب هذا الجدل، برزت تساؤلات حول التصريحات التي أدلى بها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ليلة الجمعة 04 شتنبر 2025 أمام أمير المومنين الملك محمد السادس ليلة المولد النبوي، حين تحدث عن نجاح مشروع الخطبة الموحدة مستندا إلى ما وصفه بـ”تحليلات الذكاء الاصطناعي”.

 

غير أن ناشطين وعلماء ومراقبين اعتبروا الأمر تضليلا، وأكدوا أن الواقع يكشف عكس ذلك. بل إن استفسارا وُجه إلى إحدى منصات الذكاء الاصطناعي حول موقف المغاربة من الخطبة الموحدة جاء جوابه صريحا: “الموضوع أثار جدلا واسعا وانقساما ثقافيا عميقا في المجتمع المغربي، حيث إن غالبية المغاربة يرفضون هذه الخطوة رفضاً قاطعا”.

من جانبه، عبّر قبل أيام وزير الدولة السابق المكلف بحقوق الإنسان، المصطفى الرميد، عن موقفه قائلا إن “فرض خطبة واحدة على جميع مساجد المغرب جعلها أشبه بإذاعة وطنية: نص واحد بأصوات مختلفة، بلا روح ولا تفاعل مع الواقع”. وأضاف الرميد أن الوزارة، رغم جهودها الكبيرة في خدمة القرآن الكريم وطباعة المصحف الشريف وبناء المساجد، لم تُحسن تنزيل مشروع “خطة تسديد التبليغ”، داعيا إلى مراجعة آلياته.

من جهته، انتقد عدد من الخطباء عبر مراسلات داخلية إسقاط وصف الخطيب وتحويله إلى مجرد قارئ.

 

وأوضح أحدهم أن “الحيين المتجاورين قد يعيشان واقعين مختلفين، فأحدهما يحتاج إلى خطبة حول الصدقة والآخر إلى خطبة عن حسن الجوار، فكيف يخاطب النص الموحد الجميع بالموضوع نفسه؟”.

كما حذر من أن تقييد الخطباء يذهب بحلاوة التنوع التي اعتادها المصلون، ويجعل المساجد نسخة متكررة منبرها لا يختلف سوى في نبرة الصوت.

يُذكر أن موقف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لم تقتصر على الدفاع المستميت عن مشروع الخطبة الموحدة، بل تجاوزت ذلك إلى مهاجمة الخطباء الذين عبّروا عن رفضهم، واصفا من لم يلتزم منهم بالخطبة الموحدة بـ”الخوارج والمشوشين”.

ما أثار موجة استنكار واسعة في الأوساط الدينية والفكرية، باعتبار أن مثل هذه النعوت لا تليق بمقام وزير وصي على الشأن الديني، وتزيد من حدة الاحتقان بدل فتح باب الحوار حول سبل إصلاح المنبر وتجديد رسالته في التوجيه والإصلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى