ثقافة
عرس ثقافي بمدينة فاس العالمة
الدكتور عبدالوهاب قزيبر/التحدي الإفريقي
احتضنت مؤسسة التضامن الجامعي بمدينة فاس أول أمس السبت 24 ماي 2025 تنظيم حفل توقيع مؤلفين متميزين أحدهما بعنوان “التعليم الرقمي من ظل متطلبات الجودة”، والآخر بعنوان ” الحسن الثاني الملك العظيم الكريم الملك الحكيم” وكان ذلك بحضور ثلة من العلماء والباحثين والمهتمين بمجال التاريخ والسياسة وعلوم التربية والتكوين.
وقد تميز هذا اللقاء بغنى المواقف و الآراء النقدية حول هذين المؤلفين، وتميزت المناقشة بوجهات نظر عميقة عكست الوعي المتزايد بأهمية استثمار أنظمة الذكاء الاصطناعي والموارد الرقمية في المنظومة التعليمية الوطنية، كما اتسمت باستحضار المواقف الحكيمة والسياسة النافذة للملك الراحل الحسن الثاني الذي دشن مرحلة مهمة في بناء المغرب المعاصر .
وقد قدم الدكتور عبد الوهاب قزيبر في مستهل هذا اللقاء العلمي تقريرا مفصلا عن مؤلف ” التعليم الرقمي في ظل متطلبات الجودة ” وأبرز فيه الدكتور قزيبر عبد الوهاب أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تجويد منظومة التعليم بالمغرب، وبين فيه موجبات التعاطي مع التكنولوجيا الرقمية في ظل الانتقال الذي يعرفه العالم المعاصر.
كما قدم الأستاذ البخاري تقريرا عن مؤلف ” الحسن الثاني الملك العظيم..” وبعدها قدم الدكتور طارق القطيبي كلمة حول الأهمية المتزايدة للتعليم الرقمي في قطاع التربية الوطنية، معتبراً إياه ضرورة استراتيجية لتأهيل المدرسة المغربية ومواكبتها للتحولات العالمية في مجالات التعلم والتكوين.
وأكد أن التعليم الرقمي لم يعد ترفاً أو خياراً بديلاً، بل أضحى مكوناً أساسياً لضمان استمرارية التعلم، وتوفير محتوى بيداغوجي مرن ومتاح لجميع المتعلمين، داعياً إلى مضاعفة الجهود للارتقاء بالبنية التحتية الرقمية وتعزيز التكوين المستمر لفائدة الأطر التربوية.
أعقبت هذه الكلمة مداخلة للدكتور المسكيني إحسان، حيث أوضح أن اختيار موضوع التعليم الرقمي ينبع من الحاجة إلى التأمل النقدي في واقع الرقمنة التربوية بالمغرب، ومن الرغبة في المساهمة في إغناء النقاش العمومي حول التعليم في سياق ما بعد الجائحة.
كما شدد على أن الدراسات التي يتضمنها الكتاب ترتكز على أسس علمية دقيقة وتقدم اقتراحات عملية قابلة للتنفيذ.
وفي السياق ذاته، تناول الدكتور محمد فؤاد عمور الكلمة باعتباره صاحب تقديم الكتاب، حيث أثنى على محتوى المؤلَّف، ونبّه إلى ضرورة توفر الشروط البنيوية والتقنية لنجاح الانتقال الرقمي داخل المؤسسات التعليمية، مع التركيز على أهمية العدالة الرقمية بين مختلف الفئات والجهات. وأكد أن مضامين الكتاب عالجت قضايا جوهرية تتعلق بالصعوبات والإكراهات التي تحول دون تنزيل فعال للتعليم الرقمي في السياق المغربي، مقترحاً جملة من الحلول التي تزاوج بين الرؤية الاستراتيجية والإجراءات الميدانية.
كما شارك الدكتور نور الدين الطريسي بكلمة عبّر فيها عن أهمية هذا العمل الجماعي في تعزيز الرصيد التربوي الوطني، معتبراً أن توقيت صدوره مناسب جداً بالنظر إلى التوجهات الرسمية نحو رقمنة التعليم. وأكد أن هذا الكتاب من شأنه أن يشكل مرجعاً للباحثين وصناع القرار، ورافعة للتفكير الجماعي في كيفية جعل الرقمنة أداة لتحقيق الجودة وتكافؤ الفرص داخل المنظومة التربوية.