أحزاب وسياية
سيناريوهات أحزاب التحالف الحكومي القادم.. وفق قراءة الطالع السياسي !!
تاونات…الدكتور جمال التودي/التحدي الإفريقي
من الصعب التكهن بالأحزاب التي أو ستقود الحكومة القادمة ومعرفة التشكيلة الحكومية الأقرب إلى الموضوعية.. لكن انطلاقا من التحركات التي تقوم بها بعض التنظيمات الحزبية، والدعم الذي تحضى به بعضها من الدوائر الرسمية، يمكن استشراف بعض الإرهاصات التي من خلالها الإقتراب من تقديم بعض السيناريوهات، وفق منظور سياسي محض، يعطي بعض ملامح التشكيل الأقرب الى المنطق السياسي…
**السيناريو الأول :
حكومة الإستقلال بمعية الحلفاء التقليديين من الكتلة:
التشكيلة الأقرب الى الواقع، لقيادة الحكومة المقبلة، هي تحالف أحراب الكتلة الكلاسيكية التي كانت تجمعها روابط تاريخية، وخيوط سياسية ناظمة على مستوى التقارب الإديولوجي، فحزب الإستقلال، والأحزاب اليسارية الوطنية بجناحيه؛ حزب الوردة وحزب الكتاب، يمكنهم تقديم تحالف منسجم ومتكامل من الناحية السياسية، على اعتبار أن الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والإشتراكية، خبرا المعارضة مع حزب الإستقلال، وبالتالي يمكنهم تقديم توليفة سياسية متكاملة مع حزب الميزان الذي خبر دهاليز التدبير الحكومي، ويتوفر على قيادات وكوادر مؤهلة لقيادة سفينة الحكومة القادمة، عن جدارة واستحقاق، إذا لم يفرض عليهم بعض اللاعبين من التقنوقراط المعروفين بتنفيذ التعليمات، ولا يخضعون لمنطق الحساب السياسي من طرف الناخبين…
**السيناريو الثاني:
حكومة موسعة بقيادة الأحزاب الإدارية:
حسب التسخينات التي تقوم بها بعض الأحزاب على الساحة السياسية، يمكن الإقرار بأن الدولة العميقة تتجه نحو إعادة إحياء تجرية جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية (FDIC)، هذا التكتل الذي أسس لخلق نوع من التوازن داخل المشهد الحزبي ومواجهة أحزاب المعارضة، بزعامة أحمد رضا اكديرة.. ولكن نتائج الإنتخابات انذاك، جاءت مخيبة للآمال، مما جعل المخزن يعيد ترتيب أوراقه.. حيث يبدو أن التاريخ قد يعيد نفس التجارب الفاشلة، لكن هذه المرة، العدو و”المنافس اللذوذ” هو الحزب الإسلاموي، الذي يتزعمه بنكيران.. والتحالف الحكومي المرتقب، قد يقوده أخنوش بمعية الأحزاب الإدارية المذكورة، بإضافة حزب الحصان المحسوب على الأحزاب الإدارية التي لا تتحرك إلا بالضوء الأخضر من الدولة العميقة، بدون برنامج، ولا تصور سياسي محدد…
كما هو معلوم تتوفر الدولة على جيش إحتياطي من الأحزاب الإدارية الجاهزة لدخول معترك السياسة، وهي تملك مفاتيح الإنتصار والفوز المسبق، بتسخير جميع الإمكانيات والوسائل الضرورية التي تقتضيها المعارك الإنتخابية، والتنافس السياسي بين الأحزاب التقليدية، والأحزاب الإدارية؛ من خلال التحالف بين حزب التجمع الوطني للأحرار، وحزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الحركة الشعبية، وحزب الإتحاد الدستوري. هذه التشكيلة الحزبية لا يروقها التخندق في المعارضة، لأنها خلقت لتحكم، ولا يهمها البرنامج أو تحقيق الأهداف، كل ما يهمها هو تدبير المرحلة وفق المخطط الذي رسم لها من طرف الدولة، وذلك لخلق التوازن بينها وبين أحزاب المعارضة…
*السيناريو الثالث:
تكتل حزب العدالة والتنمية ومن يدور في فلكه :
الملاحظة المهمة في هذا الصدد، هو أن حزب العدالة والتنمية ك”الثور الأجرب” لا تتجرأ الأحزاب الإدارية، ولا تريد الأحزاب الأخرى الاقتراب منه بمحض إرادتها، حيث لا يتوفر حزب المصباح على حيز كبير من المناورة لتشكيل تحالف حكومي مريح، على اعتبار أن الدولة العميقة لا تثق فيه، لخلفيات تاريخية معروفة، رغم كونه أظهر بأنه تخلى عن جزء كبير من مطامعه السياسية، وهذا يتجلى في خطاب زعيمه وبعض قياداته التي خففت من حماسها الاندفاعي في التعبير عن خطها الإديولوجي المتطرف، الذي يؤطره تيار الإسلام السياسي.. بل تبين ذلك في تدبيره لحكومتين متتاليتين، الذي تنازل فيهما هذا الحزب عن أدواره الإصلاحية، بطرق مفضوحة، حتى اتهم من طرف البعض بأنه هو السبب الذي أضاع فرصة التحول الديمقراطي التي كانت متاحة للمغرب، بعد هبوب رياح التغيير، التي كانت مبشرة بالتحول السياسي بعد حركة 20 فبراير، وفوت على المغاربة فرصة الاقلاع الاقتصادي والاصلاح السياسي…
لذلك، قد يتحالف حزب المصباح مع حزب التقدم والاشتراكية، شريطة ألا يغير قيادته، كما ينضاف لهم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لكون كاتبه الأول مهووس بدخول الحكومات، مهما كانت طبيعة تحالفها كيف لا؟ وقد سبق لحزب الوردة المشاركة بحقيبة وزارية يتيمة، من خلال تقلد حقيبة العدل، الذي نصب فيها إبنه رئيسا لديوان بنعبدالقادر.. *السناريو الرابع: تحالف الثنائي “المتعجرف” أخنوش-بنكيران :