منعت السلطات الجزائرية الشيخ علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحظورة)، من تنظيم مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في الجزائر العاصمة، كان الهدف منها الاحتجاج على الدعم الأمريكي لاستئناف كيان الاحتلال الصهيوني عملياته العسكرية في غزة.
وأكد بلحاج في تصريح خاص لمنبر “عربي21” أن قوات الأمن منعته من مغادرة منزله، على الرغم من إصراره على ممارسة حقه في التظاهر السلمي.
وأضاف: “حاولت التوجه إلى السفارة الأمريكية للتعبير عن رفضي لدعمها قرار إسرائيل باستئناف حرب الإبادة ضد غزة،” مشددا على أن “الأجهزة الأمنية التي تحاصر منزلي بشكل دائم حالت دون ذلك.” وأشار إلى أنه حاول إقناع السلطات بأن تحركه لا يتعارض مع القانون، بل يمثل تعبيرًا سلميًا عن رفضه للعدوان الإسرائيلي.
وأكد بلحاج أن مواقفه تنسجم مع الخطاب السياسي الرسمي الجزائري في المحافل الدولية، مستشهدًا بتصريحات عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، الذي أكد إدراك الجزائر لمخاطر الاحتلال، استنادًا إلى تجربتها التاريخية في مواجهة الاستعمار الفرنسي. وشدد على أن التضامن العربي والإسلامي لعب دورًا حاسمًا في تحرير الجزائر، مما يؤكد أهمية دعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
هذا وناشد بلحاج الشعوب العربية والإسلامية وجميع الأحرار في العالم تقديم كل أشكال الدعم الممكنة للفلسطينيين في غزة، مؤكدًا أن الرأي العام يشكل ضغطًا هامًا على الحكومات والمجتمع الدولي.
بدوره، أكد الدكتور عبد الرزاق مقري، الأمين العام السابق لحركة مجتمع السلم، على أهمية التحرك الشعبي لدعم غزة. وشدد على أن “دعوة الناس وقيادتهم للاحتشاد أمام سفارات الكيان وسفارات الولايات المتحدة الأمريكية في جميع الدول” هو الإجراء الأكثر فعالية والأقل تكلفة مقارنة بمعاناة سكان غزة.
وأضاف مقري في منشور على صفحته في “فيسبوك”: “بيانات الإدانة والوقفات الاحتجاجية ضرورية، لكن محاصرة السفارات أكثر تأثيرًا. يجب أن يدرك هؤلاء المجرمون أنهم يواجهون الأمة بأكملها”.
تأتي هذه الدعوات في سياق تصاعد العدوان الصهيوني على غزة، ومطالب تؤكد على وقف الحرب وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية.