جهات وعمالات

رسالة تظلم الى السيد عامل اقليم تاونات المحترم حول ممارسات بعض المسؤولين والمحسوبين على السلطة ..!

ذ.جمال التودي/التحدي الافريقي

السيد عامل صاحب الجلالة على اقليم تاونات…
بعد التحية والتقدير، يطيب لي أن أتوجه الى جنابكم الكريم بتظلم وصرخة مواطنين، لعلي أتوفق في ايصال شكواهم التي شغلت بال السواد الأعظم من ساكنة اقليم تاونات، وضاقت أحوالهم من جراء سلوكيات بعض المحسوبين على” السلطة”، وبعض المسؤولين الاداريين والسياسيين القائمين على الشأن العام بالاقليم…

السيد العامل المحترم.. !

تبعا للكم الهائل من الرسائل والمنشورات والتدوينات المتوصل بها من فلاحين، ومستشارين جماعيين، ومواطنين عاديين؛ بشأن بعض التجاوزات والمضايقات التي تمس حياتهم، وحرياتهم، بل منها من تهدد مصدر رزقهم،؛ بحيث تعرض البعض للمنع من حرث أرضه، و تضررت فئة أخرى من تصرفات بعض الطائفة التي هددتهم في حياتهم، والقائمة طويلة، سنحاول تلخيصها وسرد أهم أطوارها في هذا التظلم الموجه الى سيادتكم، وكلنا ثقة فيكم لحلحلة خيوطها، والتفاعل مع مجرياتها للاستجابة لتطلعات الساكنة، عبر فتح تحقيق جدي، لانصافهم والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه المساس بحرية المواطن، وتشويه سمعة اقليم تاونات العزيز على قلوبنا..

السيد عامل صاحب الجلالة المحترم..

لقد تعددت الشكايات، وكثرت التظلمات الواردة في هذا الشأن، ولكنها تلتقي وتتقاطع في نقاط مشتركة، كان أبطالها أناس استغلوا مناصبهم وتعسفوا في استغلال نفوذهم، وبعض الساسة الذين خرجوا عن كياسة التواصل، ولباقة التفاعل الايجابي الذي تقتضيه سياسة القرب مع المواطن.. نعم السيد العامل المحترم، لقد أدت بعض التجاوزات، وتفشي بعض الممارسات الى ظهور سلوكيات غريبة، خاصة من بعض من كان يفترض فيهم خلق أجواء السلم والسلام بين المواطنين والسلطة، وتحقيق الامن والنظام العام في كل ربوع الاقليم..

ولكن للاسف الشديد، وصلت بعض التصرفات من بعض الاطراف الى تكريس ممارسات ضربت “مفهوم النظام العام” في مقتل، والذي أخذ فيه تقزيم مفهوم الامن وانزياحه عن مدلوله المتعدد الابعاد والمرامي، والذي يمكن تحديد مرتكزاته، من خلال تسليط الضوء على المفاهيم التالية :

* الامن المائي : شكلت هذه المادة الحيوية نقطة فارقة للفلاح التوناتي، الذي تعرض لشتى أنواع الظلم و الجبروت من طرف قائد قيادة مزراوة الذي حاول التضييق على الساكنة من خلال منعهم من زراعة أرضهم، حسب شهادة بعض المواطنين الذين نقلوا شهادتهم من عين المكان، بسبب اقتحام القائد المعني اراضيهم واستفزازهم بتصرات كادت أن تخرجهم عن السيطرة، لولا تغليب صوت الحكمة، والاحتكام لمنطق الحوار، رغم تعرضهم للمنع والحرمان من استغلال ضيعاتهم في الفلاحة المعيشية، بذريعة “الاجهاد المائي” الذي تسببه زراعتم لنبتة “الدلاح” ..

السيد العامل المحترم..!

نحيطكم علما أن “الاجهاد المائي” بمنطقة مزراوة وارغيوة، ومنطة واد الحمى المتواجدة في قلب مشروع السقي الساهلة وبوهودة، هو الهدر المائي بعينه، الذي يضيع بسبب ثقوب قنوات الري، وضياع كميات هائلة من المياه جراء العطب الحاصل في عددات الضيعات الفلاحية، رغم أن مشروع السقي الساهلة كلف الدولة أكثر من 53 مليار، ضاع بسبب تهاون المسؤؤلين من مديرية الفلاحة والسلطة المحلية والمنتخبة، ورؤساء جمعيات السقي، الشيء الذي يقتضي فتح تحقيق لتحديد المسوليات، وترتيب الجزاءات، ومن ثم سيتم الاقتصاد في الماء، وليس سقي قطعة ارضية كما زعم السيد قائد مزراوة..

* الامن الغدائي : كما لا يخفى عليكم السيد العامل المحترم، أن مدينة تاونات عرفت تدشين عدة أوراش كبرى، كان الهدف منها تحقيف الامن الغدائي، سواء فيما يتعلق بمصنع “تعليب الحليب” الذي كان سيحقق وفرة في الحليب ومشتقاته، لكن هذا المشروع الذي كان يحمل اسم مصنع “حليب بنصميم”، تعرض للنهب والسرقة حسب شهادة فلاحون كانوا قد ساهموا بشراء رؤوس أبقار للاستثمار فيه، وشراء تجهيزات، تبخرت في ظروف غامضة، مما يستدعي فتح تحقيق لمعرفة الجناة الذين عاتوا في مقدرات الاقليم فسادا، وحرموا الفلاحون والمدينة من مادة غدائية حيوية، كانت ستحقق لهم الامن الغدائي…

* الامن العقاري : بالاضافة الى المجالات المذكورة أعلاه، نذكركم، السيد العامل المحترم، بأن سكان اقليم تاونات تعرضوا لأكبر عملية نصب في اطار عملية “ضم أراضي السقي” التي تم من خلالها انتزاع عقارات من الفلاحين، ونقلها وتجميعها في استغلاليات سقوية، غير ان مشرع السقي الساهلة تم تسلمه من الشركة النائلة للصفقة دون اكتماله، وبالتالي ضاعت عقارات وأراضي من الفلاحين، عبر تجميع ضيعات، وعدم معرفة مصير البعض منها، نتيجة تعقد طرق الضم وتعدد البنية العقارية لشركاء وورثة استعصى عليهم فكها الى حدود اللان، بالاضافة الى ضياع الغلة التي عرفت تلف الاشجار بدون فائدة، والمسؤولية مشتركة بين جمعيات السقي، والسلطة المحلية، وممثلي مديرية الفلاحة، مما يستوجب فتح تحقيق في الموضوع…

* الامن السياسي : لا يخفى عليكم السيد العامل، بعض السلوكيات الشائعة التي اصبح بعض الساسة يمارسها جهارا ظهارا، للتضييق على المخالفين لهم في التوجهات السياسية، رغم الدستور المغربي كفل حقوق المعارضة، نسوق في هذا المقام قضية المستشارة الجماعية أسماء امويلد التي ناشدت وتوسلت عبر مراسلات عديدة لايصال صوتها لكم، لما عهدنا فيكم من صدق وثقة لانصاف المظلومين، واحقاق الحق، لكون السيدة اسماء تعرضت لأبشع اصناف الحكرة والظلم، حسب تصريحاتها المتكررة، من طرف بعض الساسة بحماعة الرتبة الذين حرضوا عليها بعض الجهات الادارية فحرمت من قضاء مأربها الادارية، وهي الى حدود الساعة في اضراب مفتوح، نهيب بكم السيد العامل المحترم التفضل بفتح تحقيق لانصاف المستشارة اسماء كامرأة اولا، ثم كفاعلة سياسية ثانيا، لما تقدمه من تضحيات خدمة لجماعتها ومدينتها..

* الامن البيئي : كما تعلمون السيد العامل المحترم، هناك بعض الساسة على مستوي اقليم تاونات، يمتلكون مطاحن ومعاصر الزيتون التي تلقي بمادة المرج في الوديان والانهار، التي تعتبر بمثابة شرايين المدينة، مما يشكل تهديدا خطيرا على صحة الانسان والدواب، بل يهدد الامن البيئي برمته.. لذا، نناشدكم السيد العامل باعطاء تعليماتكم للجهات المعنية، وفتح تحقيق لانقاد اقليم تاونات من كارثة خطيرة، وجريمة مكتملة الاركان.. !

نهيب بكم السيد عامل صاحب الجلالة المحترم، تفعيل سلطاتكم الواسعة التي يمنحها اياكم القانون، من اجل انقاد ساكنة اقليم تاونات من جبروت وخروقات جهات طغت وتجبرت، و لم تعر اي اهتمام لصحة وسلامة المواطين، وذلك تحقيقا للامن بمفهومه الواسع، الذي فصلنا فيه اعلاه..
وفي الاخير، تفظلوا، السيد العامل المقتدر، بقبول أسمى عبارات الامتنان والاحترام، وكلنا أمل في انكم ستتجاوبون مع مطالب الساكنة، ودمتم في خدمة الصالح العام ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى