الصحة والطب

دراسة: الوجبات السريعة واللحوم المصنعة تسبب أورامًا في الأمعاء تتحول إلى سرطان

تشير دراسة علمية حديثة إلى أن الإفراط في استهلاك الوجبات السريعة والأطعمة فائقة المعالجة، وعلى رأسها اللحوم المصنعة، قد يؤدي إلى ظهور أورام غدية في الأمعاء، وهي أورام حميدة يمكن أن تتحول مع مرور الوقت إلى سرطان، ما يسلط الضوء على خطورة الأنماط الغذائية غير الصحية وتأثيرها المبكر في الجهاز الهضمي.

وأفادت الدراسة، التي نشرتها مجلة طبية متخصصة، بأن النساء اللواتي يتناولن كميات مرتفعة من الأطعمة فائقة المعالجة يكنّ أكثر عرضة للإصابة بأورام حميدة في الأمعاء مقارنة بمن يلتزمن بنظام غذائي أقل اعتمادًا على هذه المنتجات. وعلى الرغم من أن هذه الأورام غير سرطانية في بدايتها، فإنها تشكل المرحلة الأولى التي ينطلق منها غالبًا سرطان الأمعاء.

الدراسة نشرت في مجلة JAMA Oncology، وهي مجلة طبية محكمة تنشر أبحاثاً في سرطانات الجهاز الهضمي وغيرها من الأورام.

تشير الدراسة إلى أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) مرتبط بزيادة خطر الإصابة بزوائد القولون الغدية المبكرة (adenomas)، وهي زوائد حميدة في الأمعاء قد تتحول على المدى الطويل إلى سرطان الأمعاء، خصوصاً لدى النساء دون سن الخمسين.

واعتمد الباحثون في هذه الدراسة على تتبع الحالة الصحية والغذائية لأكثر من 29 ألف امرأة، بمتوسط عمر بلغ 45 سنة، حيث جُمعت معطيات دقيقة عن أنظمتهن الغذائية كل أربع سنوات. وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي يستهلكن ما يقارب 10 حصص يومية من الأطعمة المعالجة كن أكثر عرضة بنسبة تقارب 45 في المئة للإصابة بأورام غدية مقارنة باللواتي يستهلكن أقل من أربع حصص يوميًا.

وتشمل هذه الأطعمة، بحسب الدراسة، الوجبات الجاهزة، ورقائق البطاطس، والصلصات المصنعة، والمشروبات المحلاة، واللحوم المعالجة مثل النقانق واللحوم المدخنة، وهي مكونات أصبحت تشكل جزءًا رئيسيًا من النظام الغذائي اليومي لدى فئات واسعة من المجتمع، خصوصًا بين الشباب.

وسجلت الدراسة أكثر من ألف حالة إصابة بأورام غدية مبكرة، في وقت يحاول فيه الباحثون تفسير الارتفاع المقلق في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء لدى الفئات العمرية الشابة. وتشير معطيات صحية دولية إلى أن حالات سرطان الأمعاء لدى من تتراوح أعمارهم بين 25 و49 سنة شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

ويرى الباحثون أن النظام الغذائي الغني بالأطعمة فائقة المعالجة قد يؤثر سلبًا في توازن ميكروبيوم الأمعاء، ويسهم في حدوث التهابات مزمنة وتغيرات بيولوجية تمهد لظهور الأورام. وأكدوا أن تحسين جودة النظام الغذائي، والاعتماد على أطعمة طازجة وغنية بالألياف، قد يكون من أبرز الاستراتيجيات للحد من هذا الخطر المتنامي.

وفي تعليق على نتائج الدراسة، شدد مختصون في الصحة العامة على أن خطر الإصابة بالسرطان لا يرتبط بنوع غذائي واحد فقط، بل بالنظام الغذائي ككل، داعين إلى سياسات غذائية وصحية أوسع تشجع على الخيارات الصحية وتجعلها أكثر توافرًا وسهولة أمام مختلف فئات المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى