حركة صحراويون من أجل السلام ترفع رسالة إلى الجزائر وتحملها مسؤولية مقتل الشباب
العيون..عمر خنيبيلا/التحدي الإفريقي
في رسالة مفتوحة إلى الحكومة الجزائرية دعت حركة صحراويون من أجل السلام الجزائر لإصدار تعليمات لقواتها المسلحة بتجنب التجاوزات واستخدام الأسلحة النارية في ظروف تشبه أحداث 28 مايو/أيار، حين فقد العديد من الشباب الصحراويين حياتهم في أعقاب هجوم بطائرة بدون طيار شنه الجيش الجزائري بالقرب من مخيم الداخلة للاجئين الصحراويين على بعد 160 كم جنوب شرق مدينة تندوف الجزائرية.
وقالت حركة صحراويون من أجل السلام في رسالتها “..كان هؤلاء الشباب اليائسون بسبب الظروف المعيشية الصعبة بما في ذلك البطالة واحتياجات أسرهم، يبحثون عن الذهب باستخدام وسائل بدائية. هذه ليست المرة الأولى التي يُقتل فيها شباب صحراويون في المنطقة برصاص الدوريات الجزائرية، لكنها المرة الأولى التي تتدخل فيها طائرات حربية بدون طيار لمكافحة هذه الأنشطة..”
وجاء في الرسالة “..إن هذه الأحداث تسلط الضوء على حالة اليأس التي تسود الشباب في مخيمات اللاجئين الذين أرهقهم نقص العمل والفقر، يتزايد الاستياء في أوساطهم ويصبح الوضع في مخيمات اللاجئين غير محتمل بشكل متزايد. ويتزايد الشعور بالقلق والسخط تدريجياً ليصل إلى مستويات غير مسبوقة. ولتجنب المزيد من المآسي، من الضروري البحث عن بدائل وحلول قابلة للتطبيق في أقرب وقت ممكن..”
وجاءت الرسالة المفتوحة إلى الحكومة الجزائرية عقب الجمع العام الذي ترأسه السكرتير الأول الحاج أحمد باريكلى، وقيادة وأطر وأعضاء ورؤساء هيئات ومنسقيات حركة صحراويون من أجل السلام، عبر تقنية التناظر المرئي، على مدى يومي السبت والاحد 01 و 02 يونيو.
ووجه أعضاء الحركة دعوتهم للجزائر من أجل إستخدام كل نفوذها وقوتها لإقناع قيادة البوليساريو المتعنتة بفتح نقاش داخلي حقيقي وصادق إذا ما أريد تجنب وضع نهاية قاطعة للأزمة الحالية.
مؤكدين “..أنه لم يعد من الممكن مطالبة الصحراويين بمزيد من التضحيات وإراقة الدماء والعقوبات والألم والصبر. ولا يمكن للجزائر أن تفعل أكثر مما فعلته من أجل الصحراويين لأكثر من نصف قرن..”
مواصلين وصف البوليساريو بقولهم “..إن تعنت قيادة البوليساريو ورفضها للتجديد والتغييرات الضرورية، فضلا عن قراراتها المتهورة واستراتيجياتها المتسرعة والخاطئة وتعسفها في استعمال السلطة واحتقار الحريات والأصوات الناقدة، قد بددت تماما كل إنجازات خمسين سنة من المقاومة والتضحية بدعم الجزائر غير المشروط..”
“..يجب على القادة الجدد للجزائر أن يأخذوا بعين الاعتبار، من وجهة نظر عالمية وموضوعية، أن معظم الصحراويين لا يشعرون بالفعل أن البوليساريو تمثلهم وأن نسبة عالية من مناضليهم قد غادروا صفوفهم، لأنهم لم يعودوا يؤمنون بإنشاء جمهورية مستقلة في ظل هذا النظام..”
وعلاقة بأحوال ساكنة مخيمات تندوف تقول الرسالة:
“..اليوم، وبدلًا من الثقة والإيمان بقيادة البوليساريو ومشروعها، فإن ما يعيق سكان مخيمات اللاجئين في تندوف هو الاعتماد المطلق على المساعدات الإنسانية، وانعدام آفاق الحياة الطبيعية والكريمة في مكان آخر. إن التهديد الوشيك بحدوث تدافع بشري وشيك للفرار من هذا الجحيم هو احتمال حقيقي للغاية..”
داعين الجزائر الى تحمل مسؤوليتها بقولهم “..لم يعد بوسع الجزائر أن تتجاهل الوضع المتأزم الذي تواجهه المقاومة الصحراوية، ولا أن تتنصل من مسؤوليتها السياسية والأخلاقية في لحظة حاسمة وتاريخية كهذه. إذا كان ما يهمها حقًا هو معاناة الشعب الصحراوي – كما قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في 25 مايو – فإن ما يجب عليها فعله دون تأخير هو إقناع قادة البوليساريو القدامى بأن الزمن قد تغير، وأن حروب العصابات والثورات المسلحة، وكذلك نظام الحزب والعقلية الأحادية، أصبحت من الماضي. في القرن الحادي والعشرين، لا غنى عن النقاش والحوار الديمقراطي، لأن الأساليب القمعية لإسكات السخط الواسع النطاق والمعارضة والآراء الناقدة أو المتباينة أثبتت عدم جدواها ونتائجها العكسية..”
مشيرين إلى ضرورة تشجيع الجزائر لفكرة عقد حوار صحراوي “..نحن نعتقد أن الحكومة الجزائرية لديها من الهيبة والسلطة المعنوية ما يؤهلها لتشجيع ورعاية حوار صحراوي ديمقراطي وصادق تماما، بمشاركة المنظمات والتيارات السياسية وأعيان القبائل وممثلي المجتمع المدني والمعارضين والناجين من القمع في مخيم الرشيد.
بإختصار، حوار المجتمع الصحراوي بأكمله، وهو حوار أوسع بكثير وأكثر تنوعًا مما يتم تصويره في كثير من الأحيان، وقلبه ينبض في أماكن أكثر بكثير من مجرد مخيمات تندوف.
وكما فعلت لتوحيد فصائل أزواد، يمكن للحكومة الجزائرية، بل ويجب عليها، أن تقنع قادة البوليساريو المقيمين في تندوف بتعديل خطابهم الراديكالي وكبح اندفاعاتهم الشمولية، وفتح نقاش ديمقراطي حقيقي والعمل على تحقيق إجماع صحراوي حول أفضل استراتيجية. وذلك لا لشيء سوى وضع حد للحرب الكارثية التي لا طائل من ورائها، والسعي إلى حل عادل وسلمي وتفاوضي مع المملكة المغربية بضمانات دولية مناسبة.
لتختم قيادة وأطر حركة صحراويون من أجل السلام رسالتهم
بالتأكيد على علاقة نزاع الصحراء بمشاهد التوتر بقولهم “..بمجرد حل النزاع الصحراوي سيتوقف النزاع الصحراوي عن أن يكون مصدرا للتوتر وعدم الاستقرار، وستتجه شعوب منطقتنا، بما فيها الصحراويون، نحو الاندماج المنشود الذي تأجل مائة مرة. هذا هو طريق العقل والحكمة، لأن الوقت ينفذ، والسخط يتزايد والأزمة تتفاقم وتتفاقم..”