أراء وأفكار وتحليل

جامعي: الملك لم يخاطب البرلمان فحسب بل وجّه من خلاله رسالة إلى جيل جديد من المغاربة

قال أستاذ القانون العام بجامعة سيدي محمد بنعبد الله، حسن اشهبار، أن الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية ليوم 10 أكتوبر 2025، يشكل لحظة دستورية ذات دلالة سياسية عميقة تتجاوز الطابع البروتوكولي المعتاد لافتتاح السنة التشريعية، ليؤسس لرؤية استراتيجية تستحضر انتظارات الشباب المغربي في بعدها الواقعي والرمزي.

وأوضح اشهبار أن الملك لم يخاطب المؤسسة التشريعية فحسب، بل وجّه من خلالها رسالة إلى جيل جديد من المغاربة الذين يبحثون عن موقعهم في مشروع وطني صاعد، مشيراً إلى أن الخطاب الملكي حمل بُعداً شبابياً واضحاً من خلال تركيزه على قضايا التنمية الترابية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وهي ملفات تمس جوهر ما ينتظره الشباب من الدولة.

 

وأضاف أن الملك أجاب بشكل واقعي عن تطلعات الشباب حين تحدث عن توفير فرص الشغل، وتشجيع المبادرات المحلية، والنهوض بقطاعات التعليم والصحة، داعياً في الوقت ذاته إلى تغيير العقليات وترسيخ ثقافة النتائج بدل الاكتفاء بالشعارات، وهو ما يعكس – بحسب اشهبار – إيمانا ملكيا بضرورة إشراك الشباب في التحول التنموي بروح المسؤولية والعمل.

ومن الزاوية الدستورية، أكد الأستاذ الجامعي أن الخطاب يجسد ممارسة راشدة لاختصاصات الملك كما نص عليها الدستور، إذ يوجّه البرلمان والحكومة نحو تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، مبرزاً أن التنمية ليست رهينة بزمن انتخابي ضيق، بل ورش وطني مستمر يتجاوز الحسابات الحزبية والظرفية.

سياسياً، يرى اشهبار حسب منشور له، أن الخطاب يرسم ملامح عقد جديد بين الدولة والشباب قوامه الثقة المتبادلة والانخراط في مشاريع التغيير، خصوصاً في ظل دعوة الملك إلى محاربة الممارسات التي تضيّع الوقت والجهد، وتكريس قيم الفعالية والشفافية. كما لفت إلى أن الإشارة إلى التحول الرقمي واستثماره في التنمية تعد التفاتة ملكية واضحة نحو جيل يؤمن بالرقمنة كلغة للمستقبل ومجال لتحقيق الذات والمبادرة.

وختم اشهبار تصريحه بالتأكيد على أن الخطاب الملكي أعاد صياغة العلاقة بين الجيل الجديد ومؤسسات الدولة، حيث اعتبر الشباب قوة فاعلة لا فئة هامشية، ومنحهم الاعتراف والمكانة والمسؤولية في آن واحد، مشيراً إلى أن خطاب 10 أكتوبر 2025 يمثل نداء وطنياً صادقاً إلى الشباب المغربي للمشاركة في صناعة المستقبل لا الاكتفاء بمشاهدته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى