اعتبر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في تقرير حديث، أن إنهاء بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية “مينورسو” حاليا سيكون “خطأ”، غير أنه أكد أن الوقت بات مواتيا لتطوير مهامها، بهدف تجاوز حالة الجمود.
وقال التقرير الذي أعدته كل من سهير مديني؛ باحثة زائرة في معهد واشنطن، من وزارة الخارجية الفرنسية، وسابينا هينبيرغ؛ باحثة أولى ومديرة برنامج البحوث الشابة في المعهد، إن إنهاء بعثة “مينورسو” في الوقت الراهن، أمر مبكر للغاية وسيكون “خطأ” نظرا للدور العملي المهم الذي تقوم به في الحفاظ على وقف إطلاق النار.
وأضاف التقرير المعنون بـ”حان الوقت لإنهاء بعثة المينورسو؟ ليس بعد”، أن التصويت السنوي على تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة “مينورسو” يأتي في سياق تخفيضات واسعة لقوات حفظ السلام، وتغيرات سياسية كبيرة في نزاع الصحراء، والذكرى الـ 50 للمسيرة الخضراء.
وتابع المصدر أن هذه الظروف مجتمعة توحي للإدارة الأمريكية الحالية، الحاملة لملف “مينورسو” في مجلس الأمن، بأن الوقت قد حان لإنهاء ولايتها، موضحاً أنه “يجب إدارة هذا الأمر بحذر وبشكل تدريجي لضمان الحفاظ على الفوائد العملية للبعثة على الأرض أثناء الانتقال، وللمساعدة في كسب موافقة جميع الأطراف المعنية”.
ممثلها عن التصويت في النهاية، مما أظهر ضعف الدعم لموقفها”، مسترسلاً أنه “قبل تصويت الشهر المقبل، تدرك الجزائر أنها في موقف صعب وقد تلجأ إلى مقاربة أكثر واقعية”.
نحو مقاربة واقعية مدروسة
وخلص التقرير إلى أنه على الرغم من أن “مينورسو” تجاوزت مهمتها الأصلية المرتبطة بالاستفتاء، إلا أنها “تظل مفيدة في مراقبة وقف إطلاق النار والحفاظ على الهدوء”، مؤكداً أن الوقت مناسب الآن لـ”وضع أسس لتجاوز الوضع الراهن مع الاستمرار في جني الفوائد العملية للبعثة”.
ولتحقيق هذا الأمر، اقترح التقرير على الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها “تعيين مسؤول أمريكي بارز لمتابعة الملف لضمان تحقيق تقدم ملموس في مسألة مينورسو والصحراء”، و”تشجيع المغرب على تفصيل خطة الحكم الذاتي استعدادًا للحصول على دعم محتمل من مجلس الأمن”.
كما اقترح التقرير “دمج الجزائر بشكل كامل في المناقشات لضمان قبول البوليساريو بالحل السلمي”، إلى جانب “تعزيز التعاون الأمريكي-الفرنسي بشأن مينورسو والصحراء” من أجل ضمان “توافق المواقف وتحقيق تقدم في المنطقة”.