الجماعات الترابية

تلوث مياه السقي يهدد الفلاحة المحلية بكلميمة.. 

مولاي المصطفى لحضى/التحدي الإفريقي

لم يعد الحديث عن أزمة الفلاحة في كلميمة مجرد ترف إعلامي أو انشغال عابر، بل أصبح واقعا مريرا يعيشه الفلاحون الصغار يومياً. فالفواكه المحلية التي طالما شكلت هوية الواحة ومصدر عيش مئات الأسر، مثل التين والمشمش والخوخ والتمور والزيتون …،تعرف اليوم تراجعاً خطيراً في الإنتاج.

السبب حسب شهادات الفلاحين الذين التفتهم جريدة “التحدي الافريقي” واضح: تلوث مياه السقي بمواد كيميائية تُستعمل في التصبين، إضافة إلى مخلفات الأزبال التي تتسرب إلى المياه الجوفية، و هذا ما سبق أن أكّدته دراسة علمية أنجزها سنة 2013 رئيس جمعية “أراو نغريس” الحاج علي سكو ويداني، لكن يبدو أن لا أحد من المسؤولين التفت إليها أو اتخذ إجراءات جدية للحد من الكارثة.

ما نعيشه اليوم ليس إلا نتيجة سنوات من التجاهل واللامبالاة. أشجار النخيل تتساقط، المحاصيل تقلصت، والثمار أصبحت نادرة، بينما الجهات الوصية على القطاع تكتفي بالوعود والبرامج الورقية. فهل يُعقل أن تُترك واحة بكاملها تواجه مصير الجفاف والموت البطيء دون تدخل عاجل لإنقاذ ما تبقى؟

إن استمرار هذا الوضع يعني القضاء رئة الجماعة وتدهور اقتصادي وبيئي للمنطقة، وحرمان الأجيال الصاعدة من خيرات أرض طالما أطعمت وأكرمت.

المسؤولية اليوم تقع على عاتق وزارة الفلاحة والجهات الحكومية الوصية على الماء والبيئة، وعليها أن تتحرك قبل أن يتحول التراجع المهول في الإنتاج إلى اندثار كامل للواحة وفلاحتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى