سجّلت أسعار النفط، اليوم الأربعاء 23 يوليوز 2025، ارتفاعًا طفيفًا عقب ثلاث جلسات من التراجع، مدفوعة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع اتفاق تجاري واسع النطاق مع اليابان، وهو ما أعاد بعض الزخم للأسواق العالمية وسط أجواء من الترقب الحذر.
وبحسب بيانات السوق، ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” بنسبة 0.31% لتصل إلى 68.80 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.26% ليبلغ 65.48 دولارًا للبرميل، وذلك بحلول الساعة 03:51 صباحًا بتوقيت غرينيتش.
وجاء إعلان الاتفاق عبر منشور للرئيس ترامب على منصة “تروث سوشيال”، حيث كشف أن اليابان ستضخ استثمارات تصل إلى 550 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، تشمل قطاعات السيارات، الشاحنات، الأرز، والمنتجات الزراعية، مع فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الواردات اليابانية.
ويمثل هذا الاتفاق تحوّلًا اقتصاديًا وسياسيًا مهمًا في العلاقات الثنائية، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية المستمرة مع الصين، التي تسببت سابقًا في زعزعة ثقة الأسواق.
ورغم الأجواء الإيجابية، حذّرت مؤسسة “فاندا إنسايتس” لتحليل أسواق الطاقة من الإفراط في التفاؤل، إذ أكدت الخبيرة فاندانا هاري أن الصعود الحالي قد يكون مؤقتًا، في ظل استمرار الجمود في المفاوضات بين واشنطن وكل من الاتحاد الأوروبي وبكين، ما يُلقي بظلاله على آفاق الطلب العالمي على الطاقة.
وأشارت هاري إلى أن ما يحدث حاليًا هو “ارتداد تقني” بعد موجة خسائر استمرت ثلاث جلسات، مدفوعة بجني الأرباح وازدياد المخاوف من تباطؤ الطلب، خاصة من الصين، التي تعد أكبر مستهلك للنفط عالميًا.
وتترقب الأسواق في المرحلة المقبلة تطورات المشهد التاري العالمي والمؤشرات الاقتصادية في كبرى الاقتصادات، إضافة إلى قرارات منظمة “أوبك+” بشأن مستويات الإنتاج، وسط احتمالاتج لتدخل جديد يهدف إلى إعادة التوازن للسوق.
وبين تفاؤل حذر وتوترات جيوسياسية قائمة، يبقى مسار أسعار النفط مرهونًا بتعقيدات المشهد الاقتصادي العالمي، حيث تلعب الدبلوماسية والتحالفات التجارية دورًا لا يقل أهمية عن المعطيات المالية في رسم مستقبل الطاقة.
