تجديد إيران دعمها للبوليساريو بالأمم المتحدة..مخطط طهران لزعزعة الاستقرار في المنطقة
كشف الدعم الايراني للطرح الانفصالي بالصحراء المغربية في الأمم المتحدة، خلال انعقاد الدورة الموضوعية للجنة الأممية الرابعة والعشرين، حقيقة الاتهامات الموجهة لطهران بتسليح جبهة البوليساريو ومحاولتها التغلغل في المنطقة عبر تغذية النزعة الانفصالية من شرفة أكذوبة “حقوق الشعوب في تقرير المصير “.
ممثل الجمهورية الإسلامية في كلمة له خلال انعقاد أشغال دورة اللجنة الأمنية الرابعة والعشرين أكد على “مسؤولية الأمم المتحدة تجاه شعب الصحراء وحقه في تقرير مصيره” وهو الأمر الذي اعتبره متتبعون “تناقضا إيرانيا” واستمرارا للنهج التدخلي لطهران في شؤون الدول كما سبق وأن أعرب عن ذلك المغرب في وقت سابق.
المتتبعون لأدبيات الفكر الإستراتيجي الإيراني منذ التسعينات، يدرك جليا أولوية افريقيا في الأجندة السياسية الخارجية لطهران، حيث اتسع نطاق العلاقات الإيرانية الإفريقية بشكل كبير منذ بداية الألفية الثالثة، فطهران تمتلك حاليا سفارات في أكثر من 30 دولة إفريقية، وفي منتصف 2010 عقدت القمة الأفريقية الإيرانية في طهران بمشاركة ممثلين عن 40 دولة أفريقية بينهم رؤساء ووزراء ودبلوماسيون ورجال أعمال، الأمر الذي جعل ايران تحضى بصفة العضو المراقب داخل منظنة الاتحاد الافريقي.
واذا كانت أهداف ايران الاستراتيجية بالقارة السمراء قد بدأت تنكشف من خلال سعي طهران الى نشر المذهب الشيعي في عدد من البلدان الافريقية كمدخل لبسط هيمنتها الدينية عليها ، فان أهداف أخرى محركة لايران تتجلى أساسا في محاولة إيران كسب التأثير والنفوذ لكسر حاجز الحصار المفروض على الجمهورية الاسلامية خاصة وأن مجموعة من البلدان الافريقية لها قوة تصويتية في هيئات ومنظمات دولية.
المغرب وعلى لسان سفيره الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال ، أكد في وقت سابق بالوثائق والحجج بعد جلسة لمجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية، أن إيران وحزب الله بصدد الانتقال من تدريب مقاتلي ميليشيات “البوليساريو”، إلى تسليحهم،وذلك عبر تسليمهم شحنة من الطائرات المسيرة إبرانية الصنع.
العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وايران ظلت شبه مقطوعة حتى أواخر عام 2016 بعد أن قدم سفير ايران آنذاك أوراق اعتماده للحكومة المغربية عام 2015 بينما قدم السفير المغربي الى طهران أوراقه بعد ذلك بعام، منهيا القطيعة الدبلوماسية بين البلدين والتي استمرت لسنوات ، بمبادرة من الجانب المغربي الذي أراد ان يثبت حسن النوايا للجانب الايراني.
التقارب المغربي الايراني آنذاك ساهم فيه وصول حسن روحاني إلى منصب الرئاسة وانتهاء حقبة سلفه أحمدي نجاد صاحب التصريحات المثيرة الا ان أطماع دولة المرشد بددت كل تلك الجهود ، بعد تأكيد دعم ايران للاطروحة الانفصالية بالصحراء المغربية من خلال قيام ميليشيات حزب الله الشيعية بتدريب عناصر من الجبهة، وتسليمهم أسلحة وصواريخ أرض جو من طراز سام 9، وسام 11 وستريلا.
وفي سنة 2018 أعلن المغرب على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ردا على تورطها عن طريق حزب الله في تحالف مع البوليساريو يستهدف أمن المغرب ومصالحه العليا، لتستمر القطيعة مع وصول الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي.