سياسة

بوريطة على هامش إطلاق تحالف الرياضة والهجرة.. المشهد الدولي غني بالحوار لكنه يفتقر إلى منصات عملية وموجهة

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الثلاثاء، إن المشهد الدولي غني بالحوار لكنه يفتقر في كثير من الأحيان إلى منصات عملية وموجهة.

واعتبر بوريطة، في كلمة عن بعد، على هامش إطلاق المملكة المغربية والمنظمة الدولية للهجرة، رسميا، تحالف دولي لمجموعة الأصدقاء المعنية بالرياضة والهجرة، إن هذه الأخيرة، تشكل منصة حوار مستدام تجمع الدول والمؤسسات والاتحادات والمجتمع المدني، كما تعد حاضنة لمشاريع تجريبية تبرز الارتباط الوثيق بين الرياضة والإدماج الناجح.

وأوضح بوريطة أن « مجموعة الأصدقاء المعنية بالرياضة والهجرة »، التي أطلقتها المملكة المغربية والمنظمة الدولية للهجرة، رسميا، تشكل « تحالفا مستقرا ومهيكلا، موجها لتحويل رؤية مشتركة إلى سياسات ملموسة ».

مؤكدا أن « هذه المبادرة تنبع من تحليل واضح؛ في عالم يواجه ديناميات بدون هوادة من التنقل البشري، يتعين علينا تعبئة جميع أدوات التماسك »، مشيرا إلى أن إطلاق هذه المجموعة يمثل اعترافا برافعة ظلت لمدة طويلة على هامش العمل الدبلوماسي.

وفي هذا السياق، قال الوزير إن الهجرة، تظل بالنسبة للمغرب، عنصرا مركزيا في تنميته وسياسته الخارجية، مشيرا إلى أن هذه المقاربة، تقودها رؤية الملك محمد السادس، رائد الاتحاد الإفريقي في قضايا الهجرة، الذي ما فتئ يعتبر الهجرة فرصة يتعين تثمينها وليس أزمة ينبغي تدبيرها. مشددا على أن المغرب يباشر منذ أكثر من عقد من الزمن، سياسة هجرة مرتكزة على العنصر البشري، ومتمحورة على التسوية والإدماج.

وبعدما أكد وزير الخارجية، أن الرياضة تتجاوز اللغات والحدود، أوضح أن الأمر يتعلق بمجال تتلاشى فيه التوترات الاجتماعية لتتحول إلى آلية للإدماج الاجتماعي، وقناة لالتزام الشباب، وأداة للحماية من الهشاشة وتعزيز التماسك الاجتماعي.

وأكد المسؤول الدبلوماسي، أنه في سياق إفريقيا، القارة الأكثر شبابا في العالم، تشكل الرياضة لغة عالمية للصمود والأمل بالنسبة للشباب الإفريقي، مضيفا أن مبادرة مجموعة الأصدقاء هذه تنسجم تماما مع روح هذا القاسم المشترك.

كما تمثل، يضيف الوزير، أداة ترافع تمنح الرياضة رؤية سياسية باعتبارها عنصرا استراتيجيا في حكامة الهجرة ومرجعا للخبرات المشتركة التي تعزز قدرة الدول على إدماج هذا البعد في سياساتها الوطنية.

وقال « اليوم لا نطلق منصة نقاش جديدة فحسب، بل نطلق دينامية، ومجتمعا للعمل، وطموحا مشتركا »، مشيرا إلى أن هذه المجموعة التي جرى إحداثها في جنيف ستعمل في انسجام تام مع المجموعات والمبادرات القائمة الموجهة للرياضة أو للهجرة، ومع مختلف المسارات متعددة الأطراف، ولا سيما المنتدى الدولي لاستعراض الهجرات الدولية لسنة 2026، إضافة إلى المبادرات الموضوعاتية الجارية التي يمكن أن تتقاطع أعمالها مع أهداف المجموعة.

وبعد أن أكد أن المرصد الإفريقي للهجرة ومقره الرباط سيوفر إضافة نوعية للمجموعة عبر إمدادها بتحليلات استراتيجية ومعطيات موثوقة وأبحاث مبنية على الأدلة لدعم النقاش الجماعي، سجل الوزير أن وجود هذه المجموعة في جنيف سيضمن تنسيقا فعالا وعملا منسجما وتعزيزا للأثر الجماعي المنشود.

وفي ختام كلمته، دعا الوزير الدول والشركاء إلى الالتزام الفعال، والمساهمة في أعمال المجموعة وإغناء مسارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى