بنسديرة: “الجزائر ستعرف أزمة اقتصادية بسبب تقلبات أسعار النفط وترامب”
تواجه الجزائر تحديات اقتصادية متزايدة في السنوات المقبلة، حيث يتوقع الخبراء أن تشهد البلاد أزمة غير مسبوقة بسبب التحديات التي فرضتها عدة عوامل محلية ودولية.
يقول بنسديرة، الناشط السياسي والإعلامي الجزائري، إن رأس مال الجزائر يعتمد بشكل أساسي على النفط والغاز، لكن الوضع الحالي يوحي بأن هذه الموارد لن تكون كافية لمواجهة التحديات القادمة.
في هذا السياق، يشير بنسديرة إلى أن السنوات الأربع المقبلة ستكون من بين الأسوأ في تاريخ الجزائر. ويرجع السبب في ذلك إلى التوترات الأخيرة بين الجزائر وبعض الدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
هذه الخلافات قد تكون لها تداعيات سلبية على الوضع الاقتصادي في الجزائر، خاصة في ظل التطورات السياسية العالمية.
من جهة أخرى، يُتوقع أن تشهد الجزائر ضغوطاً إضافية مع تولي الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الحكم مجددًا في الولايات المتحدة. فمن المعروف أن ترامب سيسعى لاتخاذ قرارات من شأنها أن تؤثر بشكل سلبي على الجزائر.
سيضغط ترامب على السعودية لزيادة إنتاج النفط، مما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الخام، وهو ما سيشكل عبئاً إضافياً على الاقتصاد الجزائري الذي يعاني من تبعات تقلبات سوق النفط.
وتابع بنسديرة: “ترامب سيدفع بالشركات إلى التنقيب والاستثمار في الصخور النفطية وسيعمل على تخفيض أسعار البترول، وهو ما سيضر الجزائر”.
وأوضح، بندسيرة، أن الجزائر ليست بالدولة القوية كما يروج لذلك أبواق النظام العسكري أو بعض المسؤولين الجزائريين، بل بالعكس تماما فالجزائر دولة ضعيفة وعلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مراجعة سياسته الخارجية.
وأكد بنسديرة أن الجزائر ستجني نتائج وخيمة بسبب المشاكل وماسماه “العيب” مع دول عربية كبرى خصوصا السعودية والإمارات.
الجزائر، رغم كونها من الدول النفطية، لا تزال تواجه صعوبات في زيادة إنتاجها الذي لا يتجاوز 1 مليون برميل يومياً بمعدل 950 ألف برميل يومياً.
وتصدّر الجزائر نصف هذا الإنتاج بينما يذهب النصف الآخر للاستهلاك المحلي، مقارنة بذلك، نجد أن دولاً مثل السعودية تنتج 10 ملايين برميل يومياً، تليها الإمارات والعراق، فيما تتفوق حتى ليبيا على الجزائر في إنتاج النفط.
نتيجة لهذه العوامل، فإن الجزائر قد تواجه أزمة اقتصادية عميقة بسبب انخفاض أسعار النفط وتداعيات العلاقات المتوترة مع بعض الدول العربية، فضلاً عن الضغوط الأمريكية المتمثلة في سياسة ترامب التي قد تزيد من تعقيد الوضع.