شهدت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا صباح اليوم الخميس 19 يونيو 2025، في ظل أجواء من الحذر والترقّب التي تسيطر على الأسواق العالمية، نتيجة الغموض الذي يلف موقف الولايات المتحدة من الانخراط في الحرب المحتدمة بين إيران والكيان الصهيوني، بعد تصريحات ملتبسة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي التفاصيل، انخفض سعر العقود الآجلة لخام “برنت” بحوالي 20 سنتًا، ليستقر عند 76.5 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 04:21 صباحًا بتوقيت غرينتش. كما تراجعت عقود خام “غرب تكساس الوسيط” الأميركي بمقدار 4 سنتات إلى 75.10 دولارًا للبرميل، بعد تسجيل مكاسب محدودة في جلسة أمس.
ويرى محللون أن المواقف الغامضة لترامب بخصوص احتمال توجيه ضربات ضد إيران، ساهمت في تعميق قلق المستثمرين الذين يفضلون التريث حتى تتضح الرؤية ما بين تدخل عسكري أميركي أو انفراجة دبلوماسية قد تقود إلى محادثات سلام. واعتبر توني سيكامور، محلل الأسواق لدى “آي جي”، أن المستثمرين ينتظرون بفارغ الصبر تطورات الساحة الجيوسياسية قبل اتخاذ مراكز مالية جديدة.
وأضاف سيكامور أن أي تصعيد مباشر من واشنطن قد يدفع بأسعار الخام إلى الارتفاع بما يقارب 5 دولارات، بينما قد يؤدي انفراج سياسي إلى تراجع مماثل في الأسعار.
من جهته، أشار بنك “غولدمان ساكس” إلى أن علاوة المخاطر الجيوسياسية، والتي تقدَّر حاليًا بنحو 10 دولارات للبرميل، لا تزال مبررة، في ظل انخفاض الإمدادات من إيران واحتمال اتساع رقعة المواجهة. كما رجّح إمكانية تجاوز سعر خام “برنت” حاجز 90 دولارًا إذا ما تفاقم الصراع.
ولا تزال الأسواق تتابع عن كثب تطورات الحرب التي دخلت يومها السابع، مع تصاعد المخاوف من تعرض المنشآت الحيوية للطاقة في المنطقة للخطر، خاصة إذا ما دخلت أطراف دولية كبرى على خط المواجهة.
وفي السياق ذاته، لفتت بريانكا ساشديفا، كبيرة المحللين في شركة “فيليب نوفا”، إلى أن السياسة الخارجية المتقلّبة للرئيس ترامب تضع المستثمرين في حالة من الترقب المستمر، وسط خشية من تغييرات قد تعيد رسم خارطة إمدادات الطاقة العالمية وتهدد استقرار المنطقة.
