دولية

انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال يُعيد للأذهان سيناريو الطوارئ الهولندي

شهدت أجزاء واسعة من إسبانيا والبرتغال، اليوم الأحد، انقطاعًا مفاجئًا في التيار الكهربائي، ما تسبب في حالة من الارتباك وسط المواطنين، وأعاد إلى الواجهة تساؤلات ملحة حول مدى استعداد الحكومات الأوروبية لمثل هذه الأزمات الطارئة.

هذا الحدث غير المتوقع أعاد إلى الأذهان التجربة الاستباقية التي أطلقتها الحكومة الهولندية قبل بضعة أشهر، حين نظمت حملة توعية وطنية غير مسبوقة دعت فيها المواطنين إلى الاستعداد لاحتمال وقوع حالة طوارئ عامة. وقد شملت التوصيات الرسمية نصائح عملية مثل تجهيز منازلهم لمواجهة ثلاثة أيام على الأقل دون كهرباء أو وسائل اتصال رقمية.

ودعت السلطات الهولندية المواطنين إلى تخزين كميات كافية من المواد الغذائية والمياه، إلى جانب اقتناء أجهزة راديو تعمل بالبطاريات، ومصابيح يدوية، وأدوية ضرورية. لم يكن الهدف من هذه الحملة إثارة الذعر، بل ترسيخ “ثقافة الاستعداد” بطريقة هادئة ومنظمة، حسب ما صرّحت به الجهات المعنية آنذاك.

وفي ضوء هذه الانقطاعات، يطرح كثيرون اليوم تساؤلًا مشروعًا: هل كانت دول أوروبا الأخرى، ومنها إسبانيا والبرتغال، لتكون في وضع أفضل لو تبنّت استراتيجية استباقية مشابهة لما قامت به هولندا؟

الانقطاعات المتكررة، سواء نتيجة لأعطال تقنية أو بفعل عوامل مناخية وجيوسياسية، إلى جانب التهديدات المتصاعدة المرتبطة بالهجمات السيبرانية، تؤكد أن البنية التحتية للكهرباء والاتصالات في أوروبا باتت عرضة لمخاطر لم تكن مطروحة بنفس الحدة سابقًا. وهو ما يدفع المتابعين والمختصين إلى التأكيد على أن تعزيز الاستعداد لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية في عالم يزداد تقلبًا وتعقيدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى