بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، احتضنت مدينة بني ملال لقاءً مميزًا خُصص للاحتفاء بثقافة التطوع وتعزيز العمل الإنساني، تُوِّج بتوقيع مجموعة من الشراكات القطاعية الهادفة إلى تقوية حضور
الهلال الأحمر المغربي وتوسيع قاعدة تدخله المجتمعي بالإقليم.
وفي تصريح لرئيس المكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي – بني ملال بهذا الخصوص قال:
«إن تخليد اليوم العالمي للتطوع يشكل محطة أساسية لتثمين مجهودات المتطوعات والمتطوعين، وفرصة لتعزيز انفتاح الهلال الأحمر المغربي على محيطه المؤسساتي والمدني. وتندرج الشراكات الموقعة اليوم في إطار رؤية استراتيجية تروم توحيد الجهود، وتكامل الأدوار، والرفع من نجاعة التدخلات الإنسانية على مستوى إقليم بني ملال، بما يخدم الساكنة ويكرس مبادئ العمل التطوعي المنظم والمسؤول.»
وشهد هذا الحفل توقيع اتفاقيات شراكة مع كل من عصبة جهة بني ملال خنيفرة لكرة القدم، والثانوية التأهيلية التقنية محمد الخامس ومعهد ناسمكو لتكوين الأطر التمريضية، إضافة إلى مجموعة من جمعيات المجتمع المدني أعضاء باللجن المحلية للهلال الأحمر المغربي. ويتعلق الأمر بكل من جمعية مجموعة الأفق لبناء القدرات عن اللجنة المحلية لدائرة عين اسردون وجمعية أولاد حمدان عن اللجنة المحلية لدائرة داي وجمعية أولاد بوبكر عن اللجنة المحلية لأولاد كناو، على أن يتم تعميم هذا الإجراء تدريجيًا ليشمل باقي مناطق إقليم بني ملال.
وتهدف هذه الشراكات إلى توحيد الجهود وتكامل الخبرات في مجالات التكوين، والتوعية، والتدخل الإنساني، والتأهب والاستجابة للكوارث بما يعزز جاهزية المتطوعين ويرسخ مبادئ العمل التطوعي المنظم والمستدام.
وفي تصريح للسيد الكاتب العام للمكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي – بني ملال أكد قائلا:
«تمثل هذه الشراكات لبنة أساسية في مسار تقوية الحكامة التنظيمية للعمل التطوعي بالإقليم، حيث ستُمكّن من تأطير مجالات التكوين، وبناء القدرات، وضمان التنسيق المستدام مع الشركاء. كما أن عرض استراتيجية استدامة الموارد البشرية المتطوعة يعكس حرص المكتب الإقليمي على الاستثمار في الرأسمال البشري التطوعي وضمان استمراريته وجودته.».
تميز اللقاء بعرض استراتيجية ضمان استدامة الموارد البشرية المتطوعة بالهلال الأحمر المغربي
ببني ملال، والتي تروم تثمين الرأسمال البشري التطوعي، وتحفيز المتطوعين، وبناء مسارات واضحة للتكوين والتأطير، بما يضمن استمرارية الأداء وجودة الخدمات المقدمة لفائدة الساكنة.
وفي مداخلة له أكد منسق إدارة شؤون المتطوعين بالمكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي بني ملال قائلا: «تشكل استراتيجية استدامة الموارد البشرية المتطوعة التي تم عرضها اليوم إطارًا عمليًا لتنظيم مسارات التطوع، من الاستقطاب إلى التأهيل ثم التتبع والتحفيز. ونسعى من خلالها إلى خلق بيئة تطوعية محفزة، قائمة على التكوين المستمر، واحترام مدونة السلوك، وتعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية لدى المتطوعين.»
وقد أطر هذا اللقاء كل من السيد رئيس قسم الإسعاف والشباب وإدارة الكوارث، ممثل الإدارة المركزية للهلال الأحمر المغربي بالرباط، إلى جانب السيد ممثل الصليب الأحمر الألماني، وبمشاركة مجموعة من أطر الهلال الأحمر المغربي، الذين نوهوا بأهمية هذه المبادرات في ترسيخ شراكة متعددة الفاعلين لتعزيز البعد الإنساني للعمل التطوعي.
هذا ومن جانبه صرح ممثل الإدارة المركزية للهلال الأحمر المغربي قائلا: «يأتي هذا اللقاء في انسجام تام مع التوجهات الاستراتيجية للإدارة المركزية للهلال الأحمر المغربي، الرامية إلى تقوية الفعل التطوعي المحلي عبر الشراكات القطاعية وبناء القدرات. ونُثمّن هذه المبادرة النوعية التي تعكس وعيًا مؤسساتيًا بأهمية استدامة الموارد البشرية المتطوعة، ونشجع على تعميمها كنموذج ناجح على باقي الأقاليم.»
ويأتي هذا الحدث ليؤكد مرة أخرى الدور الريادي الذي يضطلع به الهلال الأحمر المغربي في النهوض بثقافة التطوع، وتعزيز التضامن المجتمعي، والانفتاح على مختلف الفاعلين المؤسساتيين والقطاع الخاص خدمةً للإنسان وحماية كرامته.
هذا ومن جهتهم أسهم الشركاء على التوالي بتصاريح تأكد أهمية العمل المشترك المزمع أجرأته وفق برامج عمل هادفة. «تأتي هذه الشراكة مع الهلال الأحمر المغربي في إطار انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها السوسيو-مهني والمدني، وسعيها إلى ترسيخ قيم المواطنة والتطوع في صفوف التلميذات والتلاميذ. ونعتبر أن إدماج البعد الإنساني في الفعل التربوي يساهم في تنمية روح المسؤولية والانخراط الإيجابي لدى المتعلمين، كما يفتح آفاقًا جديدة للتكوين والتوعية في مجالات الإسعافات الأولية، العمل الإنساني. وتدبير الكوارث والازمات» يقول السيد مدير الثانوية التقنية التأهيلية ”محمد الخامس”.
وعن جمعية مجموعة الأفق لبناء القدرات صرح الدكتور احمد زيكيتو عضو اللجنة المحلية للهلال الأحمر المغربي – بني ملال المدينة دائرة عين أسردون قائلا:«تجسد هذه الشراكة قناعة راسخة بأهمية العمل المشترك بين المجتمع المدني والهلال الأحمر المغربي، لما له من أثر مباشر في خدمة الساكنة وتعزيز ثقافة التطوع المنظم. وانخراط جمعيتنا في هذه الدينامية يعكس التزامنا بدعم المبادرات الإنسانية، والمساهمة في تأهيل المتطوعين وتوسيع مجالات تدخلهم على المستوى المحلي».
فيما قال السيد رئيس جمعية أولاد حمدان للتنمية والرياضة ، عضو اللجنة المحلية للهلال الأحمر المغربي بني ملال المدينة، دائرة داي: «إن انضمام جمعيتنا إلى إطار الشراكة مع الهلال الأحمر المغربي يشكل خطوة نوعية نحو توحيد الجهود المحلية وتنسيق المبادرات ذات البعد الاجتماعي والإنساني. ونعتبر هذه الشراكة فرصة لتعزيز قدرات الفاعلين الجمعويين والمتطوعين، بما يضمن تدخلات أكثر نجاعة واستدامة.»
وفي تصريح للسيد الحسن بولحروف عن جمعية أولاد بوبكر للتنمية المحلية -عضو اللجنة المحلية للهلال الأحمر المغربي بأولاد كناو قال: «تأتي هذه الشراكة لتكريس مقاربة تشاركية تستجيب لحاجيات المناطق القروية، وتُعزز حضور الهلال الأحمر المغربي في مجالات التوعية والتدخل الإنساني. ونؤكد من خلال هذه المبادرة استعدادنا للانخراط الفعلي في تنزيل البرامج المشتركة، بما يخدم الساكنة المحلية ويكرس قيم التضامن والمسؤولية المجتمعية.»