الهراويين الدار البيضاء.. تدخل رجال الدرك لفك لغز وقوع جريمة شنعاء من أعلى صومعة مسجد
انتهت جلسة خمرية بقمة صومعة مسجد في طور البناء، بمنطقة الهراويين بالبيضاء، بجريمة قتل على طريقة “داعش”، بالرمي من الشاهق، بعد أن تخلص أربعة أشخاص من زميلهم بعد احتدام خلافهم معه، فرموه من أعلى الصومعة، لينقل في حالة حرجة إلى المستعجلات بعد تهشم رأسه، ليفارق الحياة بعد ثلاثة أيام بقسم العناية المركزة.
وحسب جريدة الصباح التي أوردت الخبر، تمكنت عناصر الدرك الملكي بالهراويين، من اعتقال المتهمين الأربعة في ظرف وجيز، بعد إشعارها بالجريمة، وبعد تعميق البحث معهم، أحالتهم على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، إذ توبعوا في البداية بجناية الضرب والجرح الخطيرين والسكر العلني وحيازة واستهلاك المخدرات والخمور، لكن بمجرد الإعلان عن وفاة الضحية، وجهت لهم جناية القتل العمد مع سبق الإصرار.
وخلفت الجريمة صدمة كبيرة بالمنطقة، بحكم أنها تمت على الطريقة “الداعشية”، في تطبيق ما يعتبره أنصار التنظيم التكفيري حدا شرعيا، وهو الرمي من الشاهق، إضافة إلى الرمزية الدينية لمسرح الجريمة، وهو مسجد في طور البناء، إذ رغم قدسية المكان، استغله المتهمون لاحتساء الخمور وتعاطي المخدرات، مبرزة أن الضحية أصيب بكسور في الجمجمة وباقي الأطراف، بسبب علو صومعة المسجد.
وفي التفاصيل، ضرب خمسة أشخاص، مدمنين على المخدرات والكحول، موعدا لقضاء ليلة خمرية بمسجد في طور البناء، ولتفادي أي حملة أمنية مفاجئة، قرروا الصعود إلى أعلى الصومعة، وهناك شرعوا في احتساء الخمور واستهلاك المخدرات، من بينها “السيليسيون”.
وبعد أن لعبت الخمرة والمخدرات برؤوس الجميع، حدث خلاف جانبي، بعد أن شك الضحية في أن أحد ندمائه يقوم بتصرفات غريبة اتجاهه، ليتطور الأمر إلى تلاسن وسب وشتم، ليدخل المتهمون الثلاثة على الخط لنصرة زميلهم ومعاتبة الضحية على مبالغته في الاحتجاج، ليتطور الوضع إلى احتقان غير مسبوق، ثم إلى اعتداء المتهمين على الضحية، قبل رميه من أعلى الصومعة ليرتطم بقوة بالأرض، ما تسبب في تهشم رأسه.
وبعد إشعارها بالجريمة، سارعت عناصر الدرك الملكي بالهراويين للانتقال إلى مسرح الجريمة، فعاينت الضحية وهو في غيبوبة والدماء تسيل من رأسه، لتشرف على نقله إلى مستعجلات مستشفى مولاي رشيد، ومن ثم إلى المركز الاستشفائي ابن رشد، حيث وضع في قسم العناية المركزة، بعد أن تبين أنه مصاب بكسور خطيرة في الجمجمة، قبل أن تتمكن عناصر الدرك من تحديد هوية المتهمين الأربعة واعتقالهم في عمليات متتالية في ظرف وجيز، وهم في حالة غير طبيعة.
