أحداث وقضايا

النصب الرقمي يضرب من جديد… مئات الضحايا لتسويق وهمي تحت غطاء شركة مشبوهة بإقليم خنيفرة. 

أكلموس – جمال بوتحازم/التحدي الإفريقي

يبدو أن ظاهرة الاحتيال الرقمي، التي اجتاحت خلال الآونة الأخيرة عدداً من المدن المغربية، قد وصلت إلى بلدة أكلموس، وامتدت إلى بعض الجماعات المجاورة بإقليم خنيفرة ؛ إذ تتكشف، يوماً بعد يوم، خيوط قضية تتعلق بأنشطة تسويق رقمي يُشتبه في كونها وهمية، استهدفت عشرات المواطنين، وربما المئات، تحت غطاء شركة تُعرف باسم “س.م.ج”، يُرجح أنها تزاول أنشطة مالية دون التوفر على التراخيص القانونية اللازمة من الجهات المختصة، وعلى رأسها بنك المغرب والهيئة المغربية لسوق الرساميل (AMMC).

**التسويق الهرمي… وعود خادعة بأرباح خيالية

وحسب معطيات توصلت بها جريدة التحدي الإفريقي، يقوم هذه الشركة المزعونة على استقطاب مشاركين مقابل إيداع مبالغ مالية أولية، مع تقديم وعود بتحقيق أرباح سريعة ومضاعفة عبر ما يُروج له على أنه “تسويق رقمي”، غير أن الآلية المعتمدة تقوم أساساً على توسيع قاعدة المنخرطين، وهو ما يندرج ضمن ما يُعرف بـالتسويق الهرمي، المصنف ضمن الأنشطة غير المشروعة قانوناً بالمغرب.

وقد سبق لبنك المغرب والهيئة المغربية لسوق الرساميل أن وجها تحذيرات متكررة بخصوص هذه الممارسات، مؤكدين أن أي جهة تقوم بجمع الأموال من العموم، مع تقديم وعود بعوائد غير مضمونة أو غير واقعية، دون ترخيص قانوني، تُعد جهة مشبوهة.

**اتساع رقعة المتضررين وتساؤلات حول الرقابة

تفيد معطيات شبه مؤكدة بأن عدد المتضررين بأكلموس لوحدها تجاوز العشرات، مع احتمال اتساع الدائرة لتشمل جماعات أخرى بالإقليم.

وينتمي أغلب الضحايا إلى فئات اجتماعية بسيطة، كانت تبحث عن فرص لتحسين دخلها، قبل أن تجد نفسها أمام واقع صعب، خاصة بعد اختفاء بعض المروجين مباشرة عقب استكمال دورة الاستقطاب.

وسبق تسجيل قضايا مماثلة بعدد من المدن المغربية ، حيث تكبد مواطنون خسائر مالية مهمة، ما يطرح تساؤلات جدية حول نجاعة آليات الرصد الاستباقي، في ظل الانتشار السريع للمنصات الرقمية وتعقيدات التتبع التقني.

**تطور أمني في القضية

وفي تطور لافت، أفادت مصادر مطلعة لـجريدة التحدي الإفريقي أن عناصر الدرك الملكي بأجلموس تمكنت، في وقت وجيز، من توقيف أشخاص يُشتبه في تورطهم في الترويج لأنشطة مرتبطة بـالتسويق الهرمي موضوع هذا الملف.

 

ويُعد هذا التدخل الأمني خطوة أولية في مسار البحث، كما يشكل فرصة مهمة لجميع المتضررين من أجل التقدم بشكاياتهم ووضع تصريحاتهم لدى مركز الدرك الملكي بأجلموس، قصد استكمال التحقيقات تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

**دعوة للحذر وتعزيز الوعي

وتؤكد جريدة التحدي الإفريقي متابعتها لهذا الملف، داعية المواطنين إلى توخي الحذر وعدم الانسياق وراء إغراءات الربح السريع، التي غالباً ما تخفي وراءها مخاطر قانونية ومالية جسيمة ؛ كما تشدد على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر هذه الممارسات، ودعم جهود السلطات المختصة في مكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية المواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى