المغرب يتحسب لمرض جدري القردة
يشهد العالم حاليا انتشارا مستمرا لمرض جدري القردة، مع تزايد حالات الإصابة والوفيات نتيجة لسلالة جديدة أكثر خطورة من الفيروس الذي تسبب في وفاة المئات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم رصد زيادة ملحوظة في عدد حالات جدري القردة خلال عامي 2023 و2024، حيث فاقت الإصابات 14 ألف حالة هذا العام، من بينها 524 حالة وفاة.
وقد دفع انتشار جدري القردة في القارة الأوروبية المغرب إلى اتخاذ إجراءات استباقية وتحيين المخطط الوطني للرصد والاستجابة لهذا الوباء، تبعا لتطور الوضع الوبائي الدولي والمعرفة حول المرض، إضافة إلى توصيات منظمة الصحة العالمية.
وأعلنت وزارة الصحة أول أمس الخميس، أنها تتابع عن كثب الوضع الوبائي لمرض جدري القردة (إمبوكس) المنتشر بشكل كبير ومتسارع في عدد من الدول الأفريقية، وذلك ضمن منظومة الرصد الوبائي الدولي.وأضافت الوزارة أنه تم وضع وتفعيل مخطط وطني استباقي منذ يونيو 2022، مشيرة إلى أن هذا المخطط مكن من رصد 5 حالات حتى شهر مارس من هذا العام، حيث كانت معظمها واردة ولم ينتج عنها حالات عدوى بين المخالطين، وتميزت بأنها حالات خفيفة تعافت تماما دون أية مضاعفات.
وطمأنت الوزارة عموم المواطنين والمواطنات بشأن مستوى اليقظة والاستعداد في المغرب، مؤكدة أنها ستستمر في التواصل والإبلاغ عن كل المستجدات.
كما عقد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، أمس الجمعة، اجتماعا مع اللجنة العلمية المختصة لدراسة المستجدات الوبائية على الصعيدين الوطني والدولي، في إطار الإجراءات الاستباقية والجهود المستمرة التي يبذلها المغرب تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لمتابعة وتقييم الوضعية الوبائية لفاشية جدري القردة (إمبوكس).
وفي هذا السياق، أشادت اللجنة العلمية بنجاح البروتوكول العلاجي الحالي في المغرب، والذي ساهم في علاج الحالات المسجلة دون تسجيل أية مضاعفات صحية خطيرة.
وبخصوص البروتوكول العلاجي المعتمد في المغرب، ذكر معاد المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ الصحية بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنه يشمل الكشف عن الحالات المشتبه بها، ومتابعة الوضع الصحي للمصابين، والتعرف على حالات المخالطين وعزلهم ومراقبة حالتهم الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تعزيز المراقبة الروتينية على مستوى الحدود.
وأفاد أن العلاج المتبع هو لعلاج الأعراض والطفح الجلدي الناتج عن الإصابة.
وأوضح المرابط في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أن العلاج يعتمد على خصائص كل حالة سريرية للمريض، مشيرا إلى عدم توفر لقاح مضاد لهذا المرض حاليا في المغرب.