أراء وأفكار وتحليل

المجلس الجماعي لجماعة تاونات.. يهدد السلم الاجتماعي بحوض السقي السهلة.. !!

د. جمال التودي/التحدي الإفريقي
كثرة الجبايات والضرائب تهدد الدولة والسلم الاجتماعي، يكفي أن الساكنة تتخبط في مشاكل سوء التدبير من طرف السياسيين غير المؤهلين لتدبير الشأن المحلي بمدينة تاونات.. يأتي حديث هذا الكلام في سياق التدبير العشوائي الذي يدير به المجلس الجماعي شؤون الإقليم في غياب تام لأدنى شروط الاحتكام للقانون والضوابط التنظيمية التي يقتضيها منطق التدبير الجيد لشؤون الناس ومستلزمات إدارة المرفق الترابي الذي يبحث عن مصادر التمويل، ولكن بشكل مشروع، سواء كانت جبايات، أو ضرائب، أو رسوم تفرض على الساكنة…
ما لا يستقيم في هذا السياق، هو أن يجهل رئيس المجلس الجماعي وفريقه وباقي الأطقم المكلفة بالضريبة، مغزى اللجوء الى الضرائب والرسوم، ومتى يتم فرضها على السكان، وحدود فرض تلك الجبايات والرسوم.. وأنواعها ؟! بل ومشروعية تلك الضرائب والرسوم، سواء كانت حضارية او في النطاق القروي…

 

الأمر هنا يطرح أكثر من علامة استفهام على تلك الضرائب والرسوم التي تفرض بشكل عشوائي، في غياب الوعي بخطورتها، وأبعادها الاجتماعية..! فالرسوم الحضارية وغير الحضارية في حذ ذاتها تسائل أعضاء المجلس الجماعي بجماعة تاونات عن مفهومهم للرسم والضريبة والجباية حتى يتسنى لهم فهم منطقها القانوني ونطاقها الجغرافي ( رسوم وضرائب حضارية، وغير حضارية )، بالاضافة الى الشريحة السكانية المستهدفة بها، مما يجعل ظاهرة التضريب، تطرح عدة ملاحظات يمكن الاشارة إليها وفق النقاط التالية:
* الملاحظة الاولى : أصدرت مصلحة الوعاء الضريبي إشعار لساكنة جماعة تاونات قصد تسوية وضعيتهم الجبائية المتعلقة بأداء الرسم المفروض على الأراضي الحضرية غير المبنية، مستندة لمقتضيات مواد القانون رقم 47/06 ، والقانون 07/20 المتعلقان بجبايات الجماعات المحلية.. ويخرج هذا الكتاب/ الاستدعاء معنون من رئيس المجلس الجماعي لجماعات تاونات، موجه لمجموعة من سكان الجماعة بمن فيهم سكان يتواجدون بمنطقة السقي بحوض السهلة، أي جل تلك الاراضي الفلاحية السقوية المشمولة بمشروع ضم الاراضي السقوية الخارجة عن نطاق الاراضي الحضرية غير المبنية التي أراد السيد رئيس الجماعة وموظفوه المكلفين بالجبايات ان يشملها هذا الرسم الضريبي!!
للاشارة تعتبر منطقة السقي بحوض السهلة أراضي فلاحية ولا تندرج ضمن الاراضي الحضرية غير المبنية.. ربما هنا السيد الرئيس أراد تطبيق دورية السيد وزير الداخلية فيما يتعلق بتوسيع مداخل الضريبة لتشمل “الاراضي العارية”، ولكن السيد الرئيس نسي او يجهل ان المناطق السقوية بحوض السهلة لا تدخل في مشمولات الاراضي العارية التي يمكن اخضاعها للرسم المفروض على الاراضي غير المبنية.. صحيح أنها أراضي غير مبنية ولكنها مشمولة بمشروع الضم للسقي، او هي مساحات مغروسة بالاشجار، لذلك لا يشملها رسم الاراضي العارية الذي اراد السيد الرئيس اخضاعها لمنطق الاراضي غير المبنية..
* الملاحظة الثانية : أن تلك شواهد الاستدعاء غير حاملة لتاريخ معين، أو محددة لرقم الاراضي المشمولة بالرسم ومساحتها ومصادر مراجعها، فقط تحمل عبارة : رئيس المجلس الجماعي لجماعة تاونات الى اليسد الفلاني المعني بها وموقهة توقيها رسميا.. كما خو مبين في نموذج الاستداء المرفق معه.. ! في ضرب صارخ لشكليات ومضامين الاستدعاءات والمراسلات التي نظمتها القوانين التي أشارت إليها الاستدعاء نفسه، مما خلق خوفا وهلعا في صفوف المعنيين بها، الشيء الذي قد يخلق فتنة لدى الساكنة التي توصلت بتلك الاستدعاءات لتأدية رسوم جبائية غير قانونية…
ليبقى السؤال مطروحا، هل اراضي السقي المخصصة للفلاحة، تشملها الرسوم والضرائب المتعلقة بالأراضي العارية والتي أراد المجلس الجماعي بجماعة تاونات أن يدخلها في نطاق الأراضي الفلاحية غير المبنية.. !
ياسادة، وزارة الداخلية اصدرت دورية تخص الضريبة على الاراضي العارية لتمنح الجماعات هامش توسيع المداخيل، من خلال اللجوء الى الاراضي غير المبنية والتي قد تكون مخصصة للبناء وليس السقي.. ولكن مدبري الشأن المحلي بإقليم تاونات، فهموا الأمر بشكل مختلف واجتهدوا بدون أن يحتكموا للقوانين المنظمة للشأن الضريبي، ولجؤا لسلوك أرعن قد يؤدي الى نتائج عكسية، ويخلق الفوضى والفتن في تلك المناطق…
لذا، المرجو من السيد رئيس الجماعي المحترم إعادة سحب تلك الاستدعات من سكان تلك المناطق المعنية بالسقي بحوض السهلة.. ولجوءه الى تحريك مسطرة إعادة فتح قنوات مياه السقي وانقاد ما تبقى من الأشجار التي تموت من جراء قطع الماء على ضيعاتها وفقدانها لأشجارها..بل على السيد العامل تحريك تخقيق لتحديد المسؤوليات…
الساكنة تفكر بشكل جدي في اللجوء الى القضاء الاداري للمطالبة بالتعويض عن الخسائر الفادحة التي تكبدوها في رزقهم وأراضيهم التي ضاعت بإسم الضم.. فعوض التفكير في فرض رسوم وضرائب على أراضيهم التي أصبحت في عداد الخسران، كان حري بكم إنقاد الوضع.. ولكن عندما تسند الأمور لغير أهلها فانتظر الكوارث.. نتمنى التحرك بشكل مستعجل لإنقاد الوضع قبل فوات الآوان.. !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى