تمارة..عتيقة مقال/التحدي الإفريقي
في مشهد يثير الكثير من علامات الاستفهام، تعيش جماعة تمارة على وقع احتقان غير مسبوق في صفوف عدد من الموظفين والفعاليات السياسية، بسبب ما وصفوه بـ”الاختلالات الخطيرة” التي تعرفها دواليب الإدارة الجماعية، وسط غياب أي رقابة حقيقية من الجهات المعنية.
وأعرب موظفون داخل الجماعة، في تصريحات متفرقة، عن استيائهم الشديد مما وصفوه بـ”التسيب الإداري والفساد المقنن”، مستنكرين الطريقة التي تم بها تنظيم امتحان مدير المصالح، والذي قيل إنه جرى في غياب تام لمبدأ التنافسية وتكافؤ الفرص، وكأن باقي الموظفين “انقرضوا” فجأة – على حد تعبير أحدهم.
وتشير أصابع الاتهام إلى أحد الوجوه البارزة داخل الجماعة، ويتعلق الأمر بزوهير الزمزامي، الذي يُقال إنه دفع بمرشح بعينه للمنصب، وفرض، بشكل غير مباشر، على باقي الموظفين عدم التقدم للامتحان. “أين هو السيد الباشا من كل ما يجري؟ وأين هي أعين الرقابة الإدارية؟”، يتساءل موظف فضل عدم الكشف عن هويته خوفًا من المتابعة أو الانتقام الإداري.
مصادر من داخل الجماعة أكدت أن الشخص الذي نُصب مديرًا للمصالح يفتقر إلى أبسط مهارات التواصل، سواء مع زملائه داخل الإدارة أو مع المجتمع المدني، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول معايير الاختيار، خاصة وأن الجماعة تزخر بأطر كفؤة كان الأجدر بها أن تنال هذا المنصب عن جدارة واستحقاق.
وفي الوقت الذي يتردد فيه أن المعني بالأمر يتوفر على “إجازة”، تشكك مصادرنا في حقيقة هذه الشهادة، بل تؤكد بشكل قاطع أنه لا يتوفر على أي شهادة جامعية، ما يزيد من تعقيد الموقف ويفتح الباب على مصراعيه أمام المطالبة بتحقيق نزيه وشفاف من طرف السلطات الإقليمية.
وفي هذا السياق، توجه الفعاليات السياسية والحقوقية بنداء عاجل إلى السيد عامل عمالة الصخيرات – تمارة، من أجل التدخل السريع لوقف هذا العبث الإداري، وإعادة الأمور إلى نصابها، بما يضمن احترام القوانين الإدارية، وصون كرامة الموظف الجماعي، وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص.