المستجدات العربية

الصحراء المغربية زمن الانتصارات ونظام الكابرانات يَحصد الويلات

يعيش نظام الكابرانات أزمة هوية، تحولت الى أزمة نفسية، وحاله هذا لا يخرج عن نطاق من يمشي على ذات سياساته الفاشلة التي تحصد في الويلات والزلات.

هذا النظام الباهت، الذي طالما تغنى بشعار القومية والوحدة العربية، وطالما اشتكى وعربد ونسج الروايات الخيالية للنيل من أمن واستقرار المملكة المغربية، بل وبلغت الوقاحة بهذا النظام الكابراني إلى حد التطاول والتجرؤ على وحدة الأراضي المغربية محاولا ” سرقة جزء كبير من صحرائنا المغربية” رغبة منه في واجهة بحرية أطلسية من جهة، وقطع الأرحام والأوصال بين المغرب وعمقه الافريقي وصولا إلى محاصرته (المغرب) من كل الجهات.

فبدل أن ينكب هذا النظام الكابراني على معالجة مشاكله الداخلية، والعمل على توحيد الصف العربي والمغاربي، سارع إلى الدفع بشرذمة من الانفصاليين إلى واجهة الصراع، مانحا إياهم الشرعية والمأوى، مستغلهم ومستعملهم كورقة ” لكسب العطف والدعم المالي والانساني..”، بشعارات مزيفة وبعناوين بارزة تحت طائلة ” حق الشعوب في تقرير المصير”.

شاءت الحكمة الالهية، أن تكشف الأيام مع مرور الزمن، ألاعيب وحقيقة هذا النظام المتهالك الذي لا يُأمن له، لا كونه جارا ولا صديقا ولا حليفا استراتيجيا، فبعد أن استيأس، وظن أن ملف الصحراء المغربية ” هرب من بين يديه وعن يمينه وعن شماله”، كشّر عن أنياب الغذر، وتوجه إلى حلفاء الأمس، وصار يضرب ضربا عشوائيا، فقطع العلاقات الديبلوماسية مع مالي، وقطع العلاقات الديبلوماسية مع بوركينافاسو ، وقطع العلاقات الديبلوماسية مع النيجر، واستدعى السفير مع تشاد بسبب قنصلية الداخلة، ونسج نصف علاقة مع ليبيا، وحاول التسلل إلى نسج علاقة واهية فاشلة مع تونس حتى أن التقارب الجزائري التونسي جرّ على قيس سعيد الويلات والخيبات وزرع بذور الفتنة داخل المجتمع التونسي..

لم يقف نظام الكابرانات ولو دقيقة مع نفسه ليُصالح ذاته بذاته، بل واصل مسلسل عزلته عن محيطه الخارجي، فنسج علاقة شبه حذرة مع الجارة موريتانيا، وأسس لعلاقات متوترة مع فرنسا، واسبانيا، بل وحتى مع الولايات المتحدة الأمريكية، بل وظهر كدولة مارقة لا أعراف دبلوماسية لها ولا حسن جوار، دولة تستبد في الحكم وتلجأ إلى العنف وتغذيته بالقوة.

نظام متهالك كابراني يحن إلى زمن الأنظمة الديكتاتورية التي اندثرت، لم يغير من سلوكاته ولم يركب قطار التغيير نحو تبني سياسة خارجية تمنحه الشرعية الاقتصادية والاجتماعية والانسانية، بل ظل جاثما بكل ثقله ومنذ استقلال بلاده الى يومنا هذا على صدور الشعب الجزائري الشقيق المحروم من تسيير نفسه وتدبير شؤونه.

حاول حينها هذا الشعب الشقيق الخروج في ثورات وحراك أطلق عليه الحراك المبارك، في محاولة منه لاجهاض حلم النظام الشنقريحي، لكنه قوبل بالضرب والنار، وتكميم الأفواه والزج بالمناضلين الأحرار سجون العار.

هو واقع مرير، وظرفية حرجة في بيئة غير آمنة يمر بها النظام الكابراني، والذي لم يجد سبيلا لتبرير اخفاقاته، سوى تعليق شماعة الفشل على المغرب، عبر تصريف اتهامات صورية، والهرولة نحو قطع العلاقات الدبلوماسية معه مع غلق الأجواء أمام الطيران المغربي، بل وتمادى بخبث إلى محاولة نسف دبلوماسية الأنابيب التي دشنها المغرب مع أشقائه الأفارقة لإطلاق أكبر أنبوب للغاز يعبر الأراضي المغربي ليصل إلى قلب أوروبا.

هو نظام بات موهوسا محرجا مرتبكا من السياسة الحكيمة التي ينهجها المغرب تحت القيادة الرشيدة لملك البلاد محمد السادس حفظه الله، صاحب اليد الممدودة للسلام ولمِّ الشمل، والضامن لحقوق الجار وحسن الجوار، لكن كل هذه المبادرات الحميدة، والنيات الحسنة، كانت تقابل بالرفض وسوء الظن من قبل النظام الكابراني، كما أنها لم تشفع لهذا النظام المتهالك لكي يغير من سياساته التي زادته عزلة، بل واصل سياسة التباكي والعزف على وثر المظلومية، بيد أنه بات يخلط الأوراق دون تمييز بين السياسة والرياضة، وما واقعة عدم السماح للطائرة المغربية بالتحليق فوق المجال الجوي لبلاده ” الجزائر”، لنقل منتخبا الوطني المحلي للمشاركة في زمنوبطولة الشان الماضية، لخير دليل على ارتباك هذا النظام الذي لازال يقحم التظاهرات الرياضية في الصراعات السياسية.

نقول لهذا النظام الكابراني: لقد تغير كل شيء اليوم، تغيرت معه طريقة التعامل والتفاعل مع الأحداث على الساحة الاقليمية والدولية، وبات العالم يسير بخطى متسارعة جدا لا تقبل الانتظار والأعذار، بل وبدت معالم تشكيل عالم جديد تلوح في الأفق بقوة، بمعطيات جديدة ورسم خرائط كذلك، ولم يبق إلا القليل على طي صفحات الماضي، وانهاء هذا الصراع المفتعل الذي طال أمده، ومعه انكشفت النوايا الحقيقية لمن كانوا وراء تعطيله، وما تغيير العديد من الدول الصديقة والقريبة والبعيدة وذات الوزن والأثر، لسياساتها الخارجية والعمل على فتح قنصلياتها بالمغرب، وسحب اعترافاتها بالجمهورية الوهمية، لخير دليل على انتصار الحق، وانتصار الدبلوماسية المغربية بفضل رجالات وأبطال هذا الوطن الحبيب..

وما يستشف من خلال موقف الولايات المتحدة الأمريكية الأخير، وعزمها على اغلاق ملف الصحراء المغربية نهائيا، لخير دليل…
وما ينتظره المغاربة قاطبة، هو خبر الاعلان عن الانتصار الحقيقي التاريخي بحول الله وقوته خلال الذكرى 50 للمسيرة الخضراء المظفرة..
وموعدنا الصبح، أليس الصبح بقريب..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى