الصحة والطب

الشيشة… متعة زائفة ومخاطر صامتة

التحدي الإفريقي/مولاي زايد زيزي

في السنوات الأخيرة، تحولت الشيشة من عادة تقليدية في بعض المجالس العائلية إلى ظاهرة منتشرة في المقاهي العصرية، تستقطب فئات واسعة من الشباب والنساء على حد سواء. ورغم المظهر الاجتماعي الجاذب، فإنها تخفي وراءها أضرارًا صحية خطيرة لا تقل خطورة عن التدخين التقليدي، بل تتجاوزه في كثير من الأحيان.

وهم “الأمان” في دخان معطّر

يعتقد الكثيرون أن الشيشة أقل ضررًا من السجائر بسبب مرور الدخان عبر الماء أو بسبب نكهاتها المتنوعة التي تعطي إحساسًا بالخفّة. لكن الدراسات الطبية الحديثة أثبتت أن جلسة واحدة من تدخين الشيشة قد تعادل تدخين 100 سيجارة، لما تحتويه من أول أكسيد الكربون، ومعادن ثقيلة، ومواد مسرطنة تتسرب مباشرة إلى الرئتين.

مخاطر على القلب والرئة

الأطباء يحذرون من أن تدخين الشيشة يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين، والتهابات الجهاز التنفسي المزمنة، وسرطان الرئة والفم. كما أن التشارك في استعمال نفس الخرطوم أو “المبسم” يعزز انتقال أمراض معدية مثل السل والتهاب الكبد الفيروسي.

الشباب في دائرة الخطر

المقلق أن المقاهي المخصصة للشيشة تستقطب أعدادًا متزايدة من الشباب والمراهقين، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للإدمان المبكر على النيكوتين، بما يرافقه من تداعيات نفسية وصحية واجتماعية خطيرة.

دعوة إلى الوعي والمسؤولية

في ظل هذه المعطيات، يدعو خبراء الصحة العمومية إلى تشديد الرقابة على مقاهي الشيشة، وإطلاق حملات توعية تستهدف بالأساس فئة الشباب، مع توفير بدائل ترفيهية صحية. فالتصدي لهذه الظاهرة لا يمر فقط عبر القوانين، بل أيضًا عبر التربية والتحسيس بخطورة “المتعة الزائفة” التي تخلفها الشيشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى