الرباط تتمد في عمقها الافريقي بلمسات مغربية أصيلة.. افتتاح “كان 2025” عرس كروي يبهر العالم

وسط أجواء احتفالية حماسية وتحت زخات « أمطار الخير » ترأس ولي العهد الأمير مولاي الحسن حفل الافتتاح الرسمي بحضور شخصيات وازنة يتقدمها رئيس « الفيفا » جياني إنفانتينو ورئيس « الكاف » باتريس موتسيبي.
وأشرف على تصميم وإخراج هذا الحفل الاستثنائي فريق دولي بتنسيق مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حيث تم الاشتغال على إبراز الهوية المغربية في عمقها التاريخي وامتدادها الإفريقي.
وجاءت اللوحات الفنية معتمدة على أحدث تقنيات السمعي البصري و”المابينغ” لتحويل أرضية الملعب إلى فضاء حي جسّد التعدد الثقافي المغربي من الأمازيغي والعربي إلى الأندلسي في مشاهد بصرية آسرة.
وعلى مستوى العروض الموسيقية عرف الحفل مشاركات مشتركة لنجوم عالميين ومغاربة يتقدمهم النجم النيجيري دافيدو، والفنان المغربي العالمي فرنش مونتانا، إلى جانب لارتيست ودعاء لحياوي و جايلان الذين قدموا الأغنية الرسمية للبطولة ضمن لوحة فنية عبّرت بقوة عن “وحدة القارة الإفريقية”.
وامتد حفل الافتتاح لنحو 30 دقيقة تميّزت بإيقاع سريع وانتقالات دقيقة بين الفقرات ما منح العرض دينامية عالية دون الإخلال بقيمته الفنية.
واحتضن ملعب الأمير مولاي عبد الله بحلته الجديدة التي ترقى للمعايير الدولية، هذا الحدث القاري الكبير في وقت تشهد فيه البطولة مشاركة 24 منتخبا موزعين على مباريات تُجرى في ست مدن مغربية، لتُسجَّل هذه النسخة كأضخم دورة من حيث التنظيم في تاريخ الكرة الإفريقية.
و ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب وسائل الإعلام الدولية والعربية والمغربية بإشادات واسعة بالتنظيم المغربي حيث أجمعت منابر كبرى مثل “سكاي نيوز”، “الجزيرة”، ووسائل إعلام أوروبية وإفريقية على وصف حفل الافتتاح بـ“الأفضل في تاريخ المسابقة” لما حمله من احترافية عالية وهوية بصرية متكاملة.
وعلى مستوى المدرجات امتلأ الملعب عن آخره وصنع الجمهور المغربي والإفريقي مشاهد احتفالية مبهرة، عكست دفء الاستقبال وكرم الضيافة المغربي في صورة تختزل روح المغرب كأرض للقاء للثقافات.
أما المحللون الرياضيون فاعتبروا هذا الافتتاح “بروفة حقيقية” لاستضافة مونديال 2030 مؤكدين أن المغرب بعث برسائل واضحة للعالم حول جاهزيته الكاملة لتنظيم أكبر التظاهرات الكروية بمعايير عالمية.
وأثبتت الرباط في هذه الليلة التاريخية أن إفريقيا قادرة على رفع سقف التحدي، وتنظيم تظاهرات تضاهي في جودتها وإبهارها بطولات أوروبا وكأس العالم، لتبقى الكرة الآن في ملعب “أسود الأطلس” وبقية المنتخبات، من أجل تقديم فرجة كروية تليق بمستوى هذا التنظيم الاستثنائي.



