دولية
الجالية المغربية في إسبانيا.. عيد الأضحى تحت طائلة الذبيحة السرية ومخالفة 3000 يورو!
عيد الأضحى، أحد أعظم شعائر الإسلام، يتحول سنة بعد أخرى إلى مصدر للمعاناة والتوتر لدى أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا. عوض أن يكون مناسبة للفرح والتقرب إلى الله، يقابل المسلمون هنا بجدار من العراقيل القانونية، والإهمال المؤسساتي، والتجاهل الرسمي لحقهم في ممارسة طقوسهم الدينية بكرامة وأمان.
أمام انعدام وجود مجازر قانونية تستجيب لشروط الذبح الشرعي وتفتح أبوابها خصيصًا بمناسبة العيد، يضطر الكثير من أفراد الجالية المغربية إلى البحث عن حلول بديلة، غالبا ما تكون غير قانونية.
ويتم اللجوء إلى ذبح الأضاحي في مزارع نائية أو مستودعات خاصة، دون إشراف بيطري أو ترخيص رسمي، فقط لأداء شعيرة دينية يرونها واجبة عليهم.
غير أن هذه الممارسات، رغم أنها نابعة من الاضطرار، لا تقابل من قبل السلطات الإسبانية بأي نوع من التفهم، بل بالعكس، تعاقب بصرامة قد تصل إلى غرامات مالية تتجاوز 3000 يورو، إلى جانب مصادرة الأضحية، وأحيانا التحقيق في ظروف الذبح كقضية جنحية!
هكذا تتحول الأضحية من رمز للتضحية والتقرب إلى الله، إلى ملف قانوني ثقيل تلاحق فيه العائلات المسلمة بدل أن تُحترم خصوصيتها الدينية.
من المفترض أن المفوضية الإسلامية بإسبانيا تمثل صوت المسلمين وتدافع عن حقوقهم الدينية، لكن الواقع يقول غير ذلك. فمنذ سنوات، والجالية تطالب بفتح مسالخ مرخصة بمناسبة العيد، أو عقد شراكات مع البلديات لتوفير فضاءات مهيئة، لكن دون جدوى.
المفوضية، التي يفترض أنها قادرة على الضغط على السلطات الإسبانية من موقعها كممثل رسمي، تظهر عاجزة أو متقاعسة، مكتفية بدور شكلي لا يرقى لتطلعات المسلمين في إسبانيا. أين هي جهودها الحقيقية في هذا الملف؟ أين اللقاءات؟ أين الضغط السياسي والإعلامي؟ أم أن الشعائر الإسلامية تُختزل فقط في الخطبة والبيانات الموسمية؟
المعاناة لا تتوقف عند الذبح، بل تتعمق أكثر عندما يُفاجأ أبناء الجالية بأن عيد الأضحى ليس عطلة رسمية في إسبانيا، باستثناء سبتة و مليلية المحتلتين. المسلم الذي يريد الاحتفال بالعيد يجبر على أخذ يوم عطلة من رصيده، أو التغيب بشكل غير قانوني عن عمله، ما يجعله عرضة للخصم أو العقاب المهني.
كيف يمكن للمسلم أن يعيش فرحة العيد وهو مضطر لإخفائها؟ كيف يمارس شعيرته وهو يخشى العقوبة؟ هذا التهميش الرمزي ليوم مقدس يؤكد أن حقوق المسلمين ما زالت جزئية، وأن الاعتراف الرسمي بثقافتهم الدينية ما زال بعيدًا.