تربية وتعليم

“التحول الرقمي وتأثيره على الصحافة المغربية’’

الدكتور إدريس الذهبي/التحدي الإقريقي
-دراسة ميدانية حول تقبل وايستخدام الصحفيين للأدوات الرقمية وعلاقته بالأداء المهني “
            حصل الطالب الباحث والإعلامي محمد الفويرس شهادة الدكتوراه في موضوع: “التحول الرقمي وتأثيره على الصحافة المغربية دراسة ميدانية حول تقبل واستخدام الصحفيين للأدوات الرقمية وعلاقته بالأداء المهني ”  بميزة مشرف جدا مع التنويه من أعضاء اللجنة العلمية الموقرة ، وتوصية بالنشر، وتكونت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة: الدكتور المصطفى عمراني رئيسا، والدكتور مولاي الحسن الطاهري عضوا ، والدكتور إدريس الذهبي عضوا، و الدكتور محمد القاسمي مشرفا، وذلك  بكلية الآداب  والعلوم الإنسانية سايس –فاس بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس .
ملخص البحث

الإشكالية العامة:

تناول هذا البحث إشكالية عامة تتمثل في كيفية تأثير التحولات الرقمية على الممارسة الإعلامية بالمغرب  و أبعاد هذه التأثيرات و و تجلياتها عموما  من خلال التركيز على طرف هام داخل المعادلة الإعلامية وهم القائمون بالاتصال.

أهمية البحث:

مـن الناحيـة العلميـة، فــإن هــذا البحث يأتــي اســتجابة إلــى حاجــة المكتبة المغربية لدراسات وأبحاث تركز على دراسة التحولات الرقمية وتأثيراتها على الصحافة عموما مع التركيز أكثر على القائمين بالاتصال من مؤسسات وأفراد لموقعهم داخل المعادلة الإعلامية.
  أما من الناحية التطبيقية، فإن هذا البحث يكشف عن طبيعة عمل الصحافيين المغاربة في ظل التحديات الرقمية ومدى مواكبتهم وتقبلهم للأدوات الرقمية، وكيف ينعكس ذلك على الأداء والإنتاجية ورسم صورة واضحة لمستقبل الممارسة المهنية بالمملكة بموازاة مع التطور المتسارع للتقنيات الرقمية (اخرها الذكاء الاصطناعي الذي يشكل ميزة وعقبة أمام عمل الصحافيين بالعالم، بقدر ما يمنح من إمكانيات هائلة لتسهيل عملهم وتطوير المهنة، بقدر ما يمثل تهديدا مباشرا لعدد من الوظائف ذات الصلة بالمجال الإعلامي
الأهداف: بوصلة الباحث
الالمام بشكل عملي ميداني بتأثير التحولات الرقمية على الممارسة الإعلامية بالمملكة عموما
-التعرف على مدى مواقف و استخدامات الصحفيين المغاربة للأدوات الرقمية
-إبراز نوعية القدرات الرقمية للصحفيين المغاربة و معرفة مواطن القوة والضعف
-علاقة الاستخدام بالأداء المهني بمعنى تأثر ذلك على المردودية والإنتاجية
– كيفية تعاطي المؤسسات الإعلامية مع متغيرات العصر الرقمي خصوصا على مستوى تأهيل الموارد البشرية

الإطار المنهجي والنظري:

  يندرج هذا البحث ضمن البحوث الوصفية descriptive research، و تم الاعتماد بشكل أساسي على المزاوجة بين المنهجين الكمي والكيفي من خلال الاستعانة بأدوات الاستبيان والملاحظة والمقابلة من أجل تحقيق الأهداف العلمية المتوخاة من هذا البحث ووضع الإشكالية ضمن زوايا متعددة دون الاقتصار على أداة واحدة (سواء أكانت كمية أو نوعية) حرصا منا على أن يكون الجمع بينهما سبيلا لتحقيق الشمولية والتكاملية بين وجهات نظر متباينة.
   كما تمت الاستعانة في مقاربة هذا الموضوع بالنظرية الموحدة لتقبل واستخدام التكنولوجيا UTAUT   باعتبارها الإطار النظري الذي يسمح باستنباط واستكشاف علاقة الصحفيين بالأدوات الرقمية ومدى تقبلهم لها، وموقفهم من استخدامها بناء على عاملين أساسيين: المنافع المتوقعة وسهولة الاستخدام.

خلاصات:

   ولعل من المناسب الإشارة إلى أن الباحث خلص إلى مجموعة من النتائج من بينها:
– لدى الصحافيين المستجوبين تقبل للأدوات الرقمية، مع تباين درجة التقبل والأهمية بين المستجوبين حسب المهام والمسؤوليات خصوصا بالنسبة لذوي المسؤوليات التحريرية والإدارية (رؤساء الأقسام، مديرو التحرير ومديرو النشر).
-تأكيد المستجوبين مساهمة التحولات الرقمية في تغيير الهوية المهنية والتوق الدائم إلى تحسين الأداء، وإقرارهم بحتمية البحث عن بدائل خارج المؤسسة المشغلة لتطوير المهارات بموازاة مع قناعتهم بشأن التغييرات الجوهرية التي ينتظر مستقبل الصحافة خلال العقد المقبل.
– تأثير عوامل عدة على عملية الاستخدام والتوظيف الأنسب لهذه الأدوات في الممارسة المهنية؛ منها ما يرتبط بالوسط المهني وفضاءات الاشتغال، ومنها ما يرتبط بعوامل ذاتية مثل الخلفية التعليمية والإمكانيات المادية.
– هناك تفاوتات على مستوى القدرة على استخدام الأدوات واكتساب المهارات الرقمية، حسب طبيعة المهام باختلافها وتنوعها (رؤساء الأقسام والتحرير)، وكذلك حسب المنشأة الإعلامية (صحافيو الوكالة هم الأكثر قدرة على تعلم المهارات الرقمية ويساعدهم الوسط المهني في عملية الاكتساب، فيما الصحافيون المشتغلون بالقطاع السمعي البصري هم الأقل تعلما للمهارات الرقمية).
– معضلة التكوين تتجاوز المعطى المهني إلى أبعاد أخرى لا تقل أهمية مثل معاهد ومؤسسات التدريب الإعلامي بالمغرب وطبيعة المناهج المتبعة لتخريج صحفيي المستقبل، ومدى نجاعة برامج الجهات المتدخلة في القطاع (المجلس الوطني للصحافة على وجه الخصوص) فيما يخص استراتيجيات التكوين.
  بالنسبة لتوقعات العينة المستجوبة بشأن مستقبل الصحافة المغربية في ظل التحولات الرقمية الراهنة، يمكن لتخليصها فيما يلي:
– يتوقع الصحافيون المشاركون في الاستبيان بشكل كبير حصول تغييرات في الممارسة المهنية خلال السنوات العشر القادمة.
– -مستقبل الصحافة المغربية يكتنفه الغموض والضبابية بسبب طبيعة التحديات التكنولوجية بموازاة مع الواقع الصعب للصحافة المغربية راهنا.
– الصحافة المغربية غير مستعدة –من حيث البنى التحتية وأساليب التدبير – لمواكبة سرعة تطور التكنولوجيا الرقمية. وبالتالي، من المبكر جدا الحديث عن التوظيف المناسب لتقنية الذكاء الاصطناعي في العمل الصحافي محليا.

-توصيات:

-وضع القطاع الإعلامي ضمن أبرز الأولويات بالنسبة لرؤية “المغرب الرقمي ” 2030 من خلال تخصيص استراتيجيات وموارد مالية لتطوير الإعلام في ظل الرهانات المستقبلية على كافة الأصعدة (الرياضية والاجتماعية والاقتصادية …).
-تسريع مشروع الهولدينغ الخاص بالقطب العمومي مع عدم الفصل بين تطوير البنى التحتية القادرة على إحداث تحول رقمي داخل المؤسسة، وبين تطوير قدرات الموارد البشرية من خلال إحداث مركز خاص بالتكوين تابع للمؤسسة وبإمكانيات لوجيستية وبشرية مناسبة وبرامج طموحة ومستمرة إسوة بعدد من المؤسسات العربية مثل شبكة الجزيرة (معهد الجزيرة للإعلام).و يمكن أن تصبح هذه اللبنة العلمية فضاءات للتدريب الإعلامي مفتوحة في وجه الكفاءات و الأطر من مختلف الدول الإفريقية .
– إشاعة ثقافة التحول الرقمي داخل المؤسسات والمقاولات الإعلامية باعتباره السبيل الوحيد للتكيف مع متطلبات التحديات الرقمية الراهنة من خلال تبني نماذج العمل واستراتيجيات الأعمال الملائمة للسوق وحاجيات الجمهور.
-بموازاة مع مشروع الهولدينغ، ضرورة إنشاء المركز المغربي لتحليل البيانات للمؤسسات الإعلامية مع ازدياد أهمية البيانات وتحليلاتها في فهم الجمهور، وتقديم محتوى مُوجّه بشكل أفضل، واتخاذ قرارات استراتيجية فعّالة، والسعي نحو تلبية احتياجات الجمهور وفق أساليب ومخططات علمية مبنية على قياس مؤشرات الأداء audience metrics.
-تعزيز الدعم المخصص للمقاولات الصحفية مع فرض مخططات لمواكبة التحول الرقمي في الممارسة الإعلامية وتدبير الموارد البشرية.
-خلق ثورة نوعية في مؤسسات وكليات ومعاهد التدريب الإعلامي على المستوى الوطني من خلال تحديث برامج التدريب والتكوين باعتماد مواد ومناهج دراسية ملائمة لسوق الشغل ومتغيرات العصر الرقمي بموازاة مع بروز وظائف جديدة على مستوى القطاع الإعلامي تتطلب توفر كمهارات رقمية عالية.
-بموازاة مع التنزيل الفعلي لجهوية الموسعة، يتعين إيلاء الأهمية لتطوير البنيات التحتية الخاصة بالتكوين الإعلامي بمختف جهات المملكة وإنهاء احتكار مدن الوسط مثل الرباط والدار البيضاء للعدد الأكبر – والأهم-لمؤسسات التكوين الإعلامي.
– تحفيز الفاعلين المهنيين على اكتساب مهارات جديدة من خلال ربط الحصول على الامتيازات والترقي الوظيفي بنوعية المهارات المكتسبة، ومدى حرص الفاعل المهني على تطوير قدراته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى