المستجدات الوطنية

اعضاء من الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي يتباحثون مع صحراويون من أجل السلام 

عمر خنيبيلا/التحدي الإفريقي

في خضم ازمة حادة للبوليساريو على المستوى الدولي، واستعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيفها كحركة إرهابية، والزخم الكبير لتأييد مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، استقبل أعضاء من الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي وفد من حركة صحراويون من أجل السلام المنشقة عن البوليساريو والتي تضم قيادات سابقة من الجبهة.

وذكر بلاغ لحركة صحراويون من أجل السلام ان السكرتير الأول الحاج أحمد باريكلى ومسؤول العلاقات الخارجية محمد شريف قد قاما بزيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن منذ 28 سبتمبر الماضي، ضمن برنامج مكثف من اللقاءات مع مسؤولين في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إضافة إلى مستشارين تشريعيين وخبراء في العلاقات الدولية وحل النزاعات، حيث حظيا بإستقبال رسمي في مبنى الكابيتول من قبل عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين وممثلي لجان حقوق الإنسان والسياسة الخارجية، كما عقد الوفد لقاءات مع مسؤولين سابقين بوزارة الخارجية الأمريكية ومحللين من مراكز تفكير كبرى وخبراء في قضايا الأمن والسياسة الدولية.

وأضاف البلاغ ان المباحثات ارتكزت على تطورات قضية الصحراء عشية اجتماع مجلس الأمن الدولي المرتقب أواخر أكتوبر الجاري، والذي سيبحث تجديد ولاية بعثة المينورسو، واستعراض تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، حول جهوده في دفع المسار السياسي.

وخلال اللقاءات، عرض وفد الحركة رؤيتها كـ“طريق ثالث” لحل النزاع، عبر مقاربة واقعية ومعتدلة ترفض العنف وتدعم الحوار والبحث عن تسوية سلمية دائمة، وأكد الوفد أن الحركة تسعى إلى المساهمة في جهود الأمم المتحدة والدول المؤثرة لإيجاد حل يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي هذا السياق، جدد ممثلو الحركة رفضهم لنهج الكفاح المسلح الذي تتبناه جبهة البوليساريو، معتبرين أنه يزيد من معاناة السكان في مخيمات اللاجئين، ودعوا المجتمع الدولي إلى دعم الحركة باعتبارها قوة سياسية صحراوية جديدة تؤمن بالتعايش والتفاهم المشترك.

وجوابا على سؤال المسؤولين الأمريكيين بخصوص مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، وصف قادة الحركة المقترح المغربي بأنه “مبادرة واعدة” و”أساس واقعي لإكتشاف والبحث عن حل نهائي”، يضمن الحقوق المشروعة “للشعب الصحراوي”، والمصالح الاستراتيجية للمغرب، في إطار معادلة “رابح – رابح” تحقق السلام الدائم في المنطقة.

وكشف الوفد أن حركة صحراويون من أجل السلام قد أعدت عرضا مواز تستعد لتقديمه ضمن العملية السياسية التي يشرف عليها المبعوث الأممي، بهدف كسر الجمود وإعطاء نفس جديد لمسار السلام، الذي يوصف بأنه من أطول النزاعات وأكثرها تعقيداً في إفريقيا.

وختم الحركة بلاغها بأن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها إلى الولايات المتحدة منذ تأسيس حركة صحراويون من أجل السلام في أبريل 2020، وقد كشفت اللقاءات التي أجراها الوفد وحفاوة الاستقبال الأمريكي والمواضيع المطروحة، والتجاوب الإيجابي من طرف مخاطبيها، أن الحركة تحقق تقدما دبلوماسيا ملحوظا، توج مؤخرا بإنضمامها إلى الأممية الاشتراكية، ما يعكس إتساع حضورها الدولي وثبات خطواتها السياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى